مطالبة بتنقيح مناهج التربية الدينية
قبل أيام قرأت مقالاً لزميل يطالب بتنقيح مناهج التربية الإسلامية، لأنه قرأ في أحد كتب التربية الدينية تفسيراً لسورة التحريم يرى أن سبب نزول هذه السورة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ماريا أم ولده إبراهيم في بيت زوجته حفصة أثناء غيابها. فلما علمت بذلك غضبت وعدته إهانة لها، فوعدها بتحريم ماريا على نفسه وحلف لذلك ليرضيها وطلب منها ألا تفشي هذا السر، لكنها أخبرت عائشة رضي الله عنها بذلك. فنزلت هذه السورة تعاتب النبي لتحريمه الحلال ترضية لأزواجه وتطالبه بالتكفير عن حلف اليمين. وتعاتب أمهات المؤمنين لعدم الحفاظ على أسرار النبي. وتساءل الزميل كيف نستطيع تعليم أبنائنا وبناتنا ذلك؟
أقول للزميل الفاضل ان حياة نبينا ليس فيها عيوب يجب أن نخفيها، بل يجب أن نتعلمها ونعلّمها لشبابنا ليأخذوا منها العبر ولتنمي شخصيتهم. ولما اختار الله رسوله اختار بشراً له كل خصائص الطبيعة البشرية من دوافع وقدرات وتذوق وطاقات، ومن الطبيعي أن ترتفع تلك الخصائص إلى درجة لا يصل إليها بشر. ومع ذلك فإنه قد يخطئ وينزل القرآن ليعاتبه ويطلب منه تصحيح الخطأ. ومن الآيات التي عاتب الله رسوله «عبس وتولى أن جاءه الأعمى» وذلك أن الرسول كره مقاطعة ابن أم مكتوب وهو صحابي أعمى فأعرض عنه لانشغاله بدعوة صناديد قريش. ومنها «يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين» وذلك أن الرسول لما طلب الله منه أن يتزوج زينب مطلقة متبناه زيد بن حارثة ليبطل العادات والتقاليد الاجتماعية المترتبة على ذلك ، كره ذلك في نفسه خشية أن يستنكر عليه العرب ذلك وتردد في مواجهة المجتمع في هذا الأمر فحاول تأجيله حتى نزلت هذه السورة، وفيها يقول تعالى «وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه» الأحزاب 37. فحياة الرسول الخاصة والعامة شرف لنا أن نتعلمها. ولو كان فيها عيوب لما ذكرها الله في كتابه وأصبحت قرآناً نتلوه في صلاتنا. ولقد حاول أعداء الإسلام قديماً وحديثاً أن يدسوا الأساطير والروايات الكاذبة لتشويه شخصية الرسول، فمعرفتنا بأسباب النزول الحقيقية تمكننا من معرفة الروايات المدسوسة.
لا شك أن المربين الذين اختاروا هذه السورة كانت لديهم أهداف تربوية مهمة أرادوا تحقيقها. والمدرسون هم أكثر الناس خبرة في فهم نفسية التلاميذ والتعامل معهم وإدارة الحوار داخل الفصول لتحقيق الأهداف المنشودة. وأن تطوير المناهج لا يتم إلا بعد تشكيل لجان، تتكون كل لجنة من خبراء في المادة الدراسية وعلم النفس وخبراء في المجتمع وفلسفة التربية، ليتلاءم التطوير مع نفسية الطالب وقدراته ومطالب المجتمع والتربية المعاصرة. وعلينا أن نعلم أن الكويت جزء من منظمات تربوية إقليمية ودولية، فهي جزء من منظمة دول الخليج والمنظومة العربية واليونسكو، تحاول جاهدة أن تستفيد من التوصيات الصادرة من تلك المنظمات لإصلاح نظامها التعليمي. وقد تطور نظامنا التربوي نتيجة الاستفادة من تلك المعطيات. وقد لا يخلو نظامنا التربوي من العيوب، لكن نتمنى أن تعالج وفق دراسات يجريها متخصصون لا عن طريق مقالات يكتبها غير متخصصين يعتمدون على الإشاعات.
أقول للزميل الفاضل ان حياة نبينا ليس فيها عيوب يجب أن نخفيها، بل يجب أن نتعلمها ونعلّمها لشبابنا ليأخذوا منها العبر ولتنمي شخصيتهم. ولما اختار الله رسوله اختار بشراً له كل خصائص الطبيعة البشرية من دوافع وقدرات وتذوق وطاقات، ومن الطبيعي أن ترتفع تلك الخصائص إلى درجة لا يصل إليها بشر. ومع ذلك فإنه قد يخطئ وينزل القرآن ليعاتبه ويطلب منه تصحيح الخطأ. ومن الآيات التي عاتب الله رسوله «عبس وتولى أن جاءه الأعمى» وذلك أن الرسول كره مقاطعة ابن أم مكتوب وهو صحابي أعمى فأعرض عنه لانشغاله بدعوة صناديد قريش. ومنها «يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين» وذلك أن الرسول لما طلب الله منه أن يتزوج زينب مطلقة متبناه زيد بن حارثة ليبطل العادات والتقاليد الاجتماعية المترتبة على ذلك ، كره ذلك في نفسه خشية أن يستنكر عليه العرب ذلك وتردد في مواجهة المجتمع في هذا الأمر فحاول تأجيله حتى نزلت هذه السورة، وفيها يقول تعالى «وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه» الأحزاب 37. فحياة الرسول الخاصة والعامة شرف لنا أن نتعلمها. ولو كان فيها عيوب لما ذكرها الله في كتابه وأصبحت قرآناً نتلوه في صلاتنا. ولقد حاول أعداء الإسلام قديماً وحديثاً أن يدسوا الأساطير والروايات الكاذبة لتشويه شخصية الرسول، فمعرفتنا بأسباب النزول الحقيقية تمكننا من معرفة الروايات المدسوسة.
لا شك أن المربين الذين اختاروا هذه السورة كانت لديهم أهداف تربوية مهمة أرادوا تحقيقها. والمدرسون هم أكثر الناس خبرة في فهم نفسية التلاميذ والتعامل معهم وإدارة الحوار داخل الفصول لتحقيق الأهداف المنشودة. وأن تطوير المناهج لا يتم إلا بعد تشكيل لجان، تتكون كل لجنة من خبراء في المادة الدراسية وعلم النفس وخبراء في المجتمع وفلسفة التربية، ليتلاءم التطوير مع نفسية الطالب وقدراته ومطالب المجتمع والتربية المعاصرة. وعلينا أن نعلم أن الكويت جزء من منظمات تربوية إقليمية ودولية، فهي جزء من منظمة دول الخليج والمنظومة العربية واليونسكو، تحاول جاهدة أن تستفيد من التوصيات الصادرة من تلك المنظمات لإصلاح نظامها التعليمي. وقد تطور نظامنا التربوي نتيجة الاستفادة من تلك المعطيات. وقد لا يخلو نظامنا التربوي من العيوب، لكن نتمنى أن تعالج وفق دراسات يجريها متخصصون لا عن طريق مقالات يكتبها غير متخصصين يعتمدون على الإشاعات.
