الفعل واحواله
أولاً : أقسامُ الفِعلِ الفِعْلُ الماضي والمضارعُ والأمْر.
يُقْسَمُ الفعلُ من حيثُ زمانُهُ ، إلى ماضٍ ومضارِعٍ وأَمْرٍ .
1- فالماضي : ما دَلّ على معنى مُقْتَرنٍ بالزّمَنِ الماضي ، مثل : عادَ ، وقالَ و ساهَمَ ، وعلامَتُهُ أن يَقْبَلَ تاءَ التأنيثِ الساكنةَ ، مثل : عادَتْ وقالتْ وساهَمَتْ . وكذلك أنْ يَقْبَلَ تاء الضميرِ مثل : حَضَرْتَ ، وحَضَرْتِ وحضرتُما وحَضَرْتُم وحَضَرْتُنَّ وحضرتُ .
2- والمضارعُ : وهو ما دلّ على معنىً مقترنٍ بزمانٍ يَدُلُّ على الحالِ "اللّحْظَةِ الحاليةِ " أو يدُلّ على الاستقبالِ – الزمنِ الآتي – مثل : يعودُ ويقومُ وينالُ ، وعلامتُهُ أنْ يَقْبَلَ "السينَ " و"سَوْفَ " أو (لم) أو (لن) . مثل : سأعودُ ، سوف ينالُ ، ولم أذهبْ – ولن أتحَدَّثَ .
3- والأَمْرُ : وهو ما دَلّ على طَلَب حدوثِ الفعل من الفاعِل المخاطَبِ، بدون استعمالِ ( لامِ ) الأَمْرِ مثل : قُمْ واعملْ وتَذَكّرْ ، وعلامَتُهُ أنْ يَدُلَّ على الطَلَبِ بصيغةِ الطَّلَبِ (الأمْرِ) ، وأنْ يَقْبَلَ ياءَ المؤنثةِ المخاطبةِ ، مثل : إعملي .
ثانياً : الفِِعلُ المتعدي
1- ويُعرَّفُ الفعلُ المتعدي بأنّهُ ما يتعدى أَثرُهُ فاعِلَهُ ، ويتجاوزُهُ إلى المفعول بِهِ .
مثل : استورَدَ التاجرُ بضاعةً .
والفِعْلُ المتعدي يَحتاجُ إلى فاعلٍ يقومُ بِهِ ، ومفعولٍ بِهِ يَقَعُ عليه فِعْلُ الفاعِلِ .
2- المتعدى بِنَفْسِهِ والمتعدى بِغَيْرِهِ .
1- الفعلُ المتعدي ، إمّا أَنْ يَتعدى بِنفسه ، أو يتعدى بِواسِطَةٍ .
فالمتعدى بِنَفسهِ : ما يَصِلُ معناهُ إلى المفعولِ بهِ مباشرةً ، دونما بوساطِة حرفِ الجَرّ ، مثل : عَرَفْتُ الخَبَرَ . ويُسمى مَفعولُهُ المفعولَ الصريحَ .
2- والمعتدى بغيرِهِ ، ما يَصِلُ معناهُ إلى المفعولِ بِهِ وساطةِ حرفِ الجَرِّ ، مثل : ذَهَبْتُ به إلى المدرسةِ ، أي أذهبتُهُ .
3- المتعدي إلى أكْثَرَ مِنْ مفعولٍ واحدٍ .
أ- يَنقَسِمُ الفعلُ المتعدي إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
فِعلٍ مُتَعدٍّ إلى مفعولٍ واحدٍ ، وفعلٍ متعدٍ إلى مفعولين اثنين ، وفعلٍ يتعدى إلى ثلاثةِ مفاعيل .
ب- المتعدي إلى مفعولين :
والفعلُ المتعدي إلى مفعولين . على شكلين : الأولُ يَنْصِبُ مفعولين لَيْسَ أصلُهما المبتدأَ والخَبَرَ ، والثاني يَنْصُبُ مفعولين ، أصلُهما المبتدأُ والخبرُ .
فالأوّلُ مثل :
أعطى ، ومنَحَ ومَنَعَ وكسا وألْبَسَ وعَلّمَ . نقولُ أعطيتُ البائِعَ قِطْعَةَ نُقودٍ .
مَنَحَ المَصْرِفُ الموظَّفَ عَلاوةً مُجزيةً.
مَنَعَ الوالدُ الولدَ مرافقةَ الأشرارِ .
أَلْبَسَتْ الأمُّ البنتَ المِعْطفَ .
عَلّمَ الاستاذُ التلاميذَ دروساً مفيدةً .
ثانياً : الفِِعلُ المتعدي
أما الثاني فَيَضُمُّ أفعالَ القلوبِ وأفعالَ التحويلِ :
أفعالُ القلوبِ المتعَدّيةُ إلى مفعولين ، هي : رأى ، وعَلِمَ ودَرى ووَجَدَ وألغى وتَعَّلمْ وظَنّ وخَالَ وحَسِبَ وجَعَلَ وحجا وعَدَّ وزَعَمَ وهَبْ .
وقد سُميَّتْ هذهِ الإفعالُ أفعالَ القلوبِ لأنّها تَدُلّ على ادراكٍ يَحْصُلُ بالحسِّ الداخليِّ ، أي إن معانيها تُدْرَكُ بواسطةِ القَلْبِ . ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ كلَّ أفعالِ القلوبِ تَنْصُبُ مفعولين ، فَبَعْضُها يَنْصُبُ مفعولا واحداً مثل عَرَفَ وبَعْضُها لازمٌ لا يتعدى ، مثل حَزِنَ وجَبُنَ .
وأمثلة الأفعالِ المتعديةِ إلى مفعولين :
رَأَيْتُ الصّدْقَ سبيلَ النجاحِ .
عَلِمْتُ الشرَّ سبيلَ الفشَلِ .
درى الصديقُ صديقَهُ مخلصاً.
- القيتُ – وجدت – تَعَلَّمْتُ التواضعَ خيراً من العُنْفِ.
تَعَلَّمْتُ التواضعَ شرفاً.
حجا ، ظَنّ ، حَسبَ ، خَالَ الطالبُ المسألةَ سهلةً .
عَدَدْتُ الصديقَ أخاً .
ظننتُ ، زَعمْتُ الشريكَ أميناً .
هَبْ – افترضْ – الأمْرَ جَدّاً .
وأفعالُ القلوبِ المتعَدّيَةُ إلى مفعولين ، على نوعين : نوع يُفيدُ اليقينَ ، أي الاعتقادَ الجازمَ ، ونوعٌ يُفيدُ الظَنَّ وهو تَرجحُ وقوعِ الأَمْرِ .
فأفعالُ اليقينِ اتي تَنْصُبُ مفعولين هي : رأى ، التي تَعني عَلِمَ واعتَقَد ، مثل : رأيتُ رَحْمَةَ اللهِ واسعةً ، ومثل (رأى) الدالةُ على اليقينِ (رأى) التي مصدرُها الرؤيا التي يَراها النائِمُ مثل : رأيت – في المنام – الظُلْمَ زائلاً ، فإنْ دَلَّتْ (رأى) على الابصارِ بالعين ، كانت مُتعديةً إلى مفعولٍ واحدٍ ، مثل : رأيت الشمسَ في السماءِ .
والفعل الثاني من أفعالِ اليقينِ ، هو (عَلِمَ) الذي يَعني (اعْتَقَدَ) ، مثل عَلِمْتُ الحَقَّ ضائعاً في هذا الزمنِ ! . فإن كانت (عَلِمَ) بمعنى (عَرَفَ) تَعَدَّتْ إلى مفعولٍ واحدٍ . مثل : عَلِمْتُ الخَبَرَ = عَرَفْتُ الخَبَر .
والفعلُ الثالثُ هو (دَرَى) بمعنى (عَلِمَ عِلْماً مؤكداً) ، دُريتَ المْخلِصَ . وأَكْثَرُ ما تُسْتَعْمَلُ مُتعديةً إلى مفعولٍ واحدٍ ، مثل : دَريتُ بالأمْرِ .
والرابعُ (تَعَلّمْ) بمعنى (اعلمْ واعتقدْ) ، مثل : تعلّمْ شفاءَ النفسِ قهرَ العَدُوِّ . وكثيراً ما تُسْتَعْمَلُ مع (أنَّ) وصِلَتِها ، مثل : تَعَلَّمْ أن خَيْرَ الناسِ الكريمُ ، وعندئذ تكون (أن) وصلتها – اسمها وخبرها – قد سَدّتا مَسَدَّ مفعولي (تَعَلَّمْ) .
أما إذا كانت (تَعَلّمْ) فعْلَ أَمْرٍ من الفِعْلِ (تَعلّمَ يتعلَّمُ) فإنها عِندئِذٍ تَحتاجُ إلى مفعولٍ واحد . مثل : تَعَلّمْ الطّبَ أو الهندسةَ .
والخامِسُ (وَجَدَ) بمعنى (عَلِمَ واعْتَقَدَ) ومصدرُها (الوَجْدُ والوِجْدانُ) . مثل : وجَدْتُ الإخلاصَ طَبْعَ الأوفياءِ . ومثلُ قَوْلِهِ تَعالى : "وإنْ وَجَدْنا أكْثَرَهُمْ لفاسقين" فإنْ لم تَكُنْ بمعنى العِلْمِ الاعتقاديّ ، نَصَبَتْ مفعولاً واحداً ، مثل : وَجَدْتُ النظارة .
والسادسُ هو (ألفى) بمعنى (عَلِمَ واعتَقَدَ) ، مثل ، ألفيتُ كلامَكَ صحيحاً .