عربي الاحسان
[hide]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه وسلم أمابعد:
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن البر فقال:" البر حسن الخلق" رواهالبخاري وسئل عن الإحسان، فقال:" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه البخاري
وقد ورد معنى البر في القرآن بأنه هو عين التقوى تعالى: (ولكن البر من اتقى) البقرة: وإذا كان الإحسان والرفق بالإنسان واجبا باعتباره أفضل مخلوقات الله على ظهر الأرض، فإن الإحسان إلى الحيوان والتعامل الرحيم معه يؤكد عظمة الإسلام، ورقيه، وتحضره، ويجسد قيم الرحمة، والرفق، والبر التي حثنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صور من البر :
ضرب لنا صحابة رسول الله -صلى الله عليهو سلم- والسلف الصالح أروع الأمثلة في البر بالوالدين والإحسان إليهما ، ومن ذلك مايروى من أن "أسامة بن زيد" كان له نخل بالمدينة ، وكانت النخلة تبلغ نحو ألف دينار، وفى أحد الأيام اشتهت أمه الجمار ، وهو الجزء الرطب في قلب النخلة ، فقطع نخلةمثمرة ليطعمها جمارها ، فلما سئل في ذلك قال : ليس شيء من الدنيا تطلبه أمي أقدرعليه إلا فعلته .
وكان "على بن الحسين" كثير البر بأمه ، ومع ذلك لم يكن يأكلمعهما في إناء واحد،
فسئل : إنك من أبر الناس بأمك ، ولا نراك تأكل معها؟!
فقال : أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها ، فأكون قد عققتها .
ويحكى أن إحدى الأمهات طلبت من ابنها في إحدى الليالي أن يسقيها ، فقام ليحضرالماء ، وعندما عاد وجدها قد نامت ، فخشى أن يذهب فتستيقظ ولا تجده ، وكره أنيوقظها من نومها ، فظل قائمًا يحمل الماء حتى الصباح
ومن صور الاحسان:عطاءك للذي أساء إليك تصبر وتكظمغيظك وتعفو وتصفح ثم تحسن إليه بعطاء كما في قصة أبو بكر ومسطح عندما عفا عنه فيحادثة الإفك وأستمر في عطاءه له { وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
وكان الإمام جعفر الصادق إذا أخطأ أحد عبيدهأعتقه ومن شدة حلمه كان يطمع فيه الخدم.
. والإحسان نوعان: الإحسان في عبادة الخالق. [والإحسان إلى المخلوق، فالإحسان في عبادة الخالق].
فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
وأما الإحسان إلى المخلوق، فهو إيصال النفع الديني والدنيوي إليهم، ودفع الشر الديني والدنيوي عنهم، فيدخل في ذلك أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليم جاهلهم، ووعظ غافلهم، والنصيحة لعامتهم وخاصتهم، والسعي في جمع كلمتهم، وإيصال الصدقات والنفقات الواجبة والمستحبة إليهم، على اختلاف أحوالهم وتباين أوصافهم، فيدخل في ذلك بذل الندى وكف الأذى، واحتمال الأذى، كما وصف الله به المتقين في هذه الآيات، فمن قام بهذه الأمور، فقد قام بحق الله وحق عبيده.
صور الإحسان إلى الحيوان:
دِينُنا يأمرنا بالرحمة حتى مع الحيوان، ونبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - أول من أَرْسى حقوق الحيوان، وحثَّنا على حُسن التعامل مع الحيوانات عند ذَبْحها، وقد استنبط فقهاء المسلمين من القرآن والسُّنة شروطًا وآدابًا ينبغي مراعاتها عند القيام بتذكية الذبائح، وليس هذا محلاًّ لسرد جميعها، ومن هذه الآداب: الإحسان إلى الذبيحة بعمل كلِّ ما يُريحها عند القيام بتذكيتها، واستخدام آلة حادَّة، والقيام بالذبح بسرعة وبقوة؛ لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إنَّ الله كَتَب الإحسان على كلِّ شىءٍ، فإذا قَتلتُم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذَبَحتم فأحسنوا الذبح، وليُحِدَّ أحدُكم شَفَرته، فليُرِحْ ذَبيحته".
كما أمرَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن نحدَّ الشفرة بعيدًا عن نظر الذبيحة، فعن ابن عباس، قال: مرَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على رجلٍ واضعٍ رجلَه على صفحة شاة، وهو يحدُّ شَفَرته، وهي تلحظ إليه ببصرها، قال: "أفلا قبل هذا، أوَ تريد أن تُميتَها موتتين؟"
وإذا تأمَّلنا بعضَ الأحاديث الواردة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإننا نجد ألوانًا عديدة من مظاهر رحمته - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالحيوانات، ومن ذلك أنه نَهَى عن إلحاق الضرر بالحيوان، كتحميله أكثر مما يطيق، أو إرهاقه في السَّيْر؛ فعن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إذا سافرتُم في الخصب، فأعطوا الإبل حظَّها من الأرض، وإذا سافرتُم في السنة، فأسرعوا عليها السَّيْر".
كما نَهَى عن اتخاذ الحيوان أداةً للَّهْو، كجَعْله غرضًا للتسابق في رَمْيه بالسهام، فعن سعيد بن جُبير قال: مرَّ ابن عمر بفِتْيَان من قريش قد نصبوا طيْرًا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كلَّ خاطئة من نَبْلهم، فلمَّا رأوا ابن عمر، تفرَّقوا، فقال ابن عمر: مَن فعَل هذا؟ لعن الله مَن فعل هذا! إن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعَنَ مَن اتَّخذ شيئًا فيه الرُّوح غرضًا.
تلك بعض الأحاديث التي تدلُّ على مظاهر رحمة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ورِفْقه بالحيوان، وأمره بالإحسان إليه عند ذَبْحه.
وروى أبو هريرة حديثا آخر: “بينما كلب يطيف بركية (بئر فيها ماء) كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل” فنزعت موقها “خفها” فسقته، فغفر لها به”.
وهكذا اخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذا كانت امرأة دخلت النار في هرة من اجل قسوتها، فهذه امرأة عاصية دخلت الجنة في كلب من اجل رحمتها به، فالراحمون يرحمهم الرحمن.
وعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم انه من الرفق بالحيوان وإحسان التعامل معه استخدامه فيما خلق له، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بينما رجل يسوق بقرة، إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث”.
هذه التوجيهات النبوية في التعامل الرحيم مع الحيوان لم تكن مجرد كلام نظري أو حبر على ورق، بل تحولت إلى واقع عملي تجسد في حياة المسلمين، وفي حضارتهم المتوازنة وما أحوجنا إلى هذه التوجيهات الآن حتى تختفي كل مظاهر القسوة من حياتنا في تعاملنا مع الحيوان.
وقد نصَّ القرآن الكريم على تكريم الحيوان، وبيان مكانته، وتحديد موقعه إلى جانب الإنسان، فقال تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}
صور الإحسان مع النبات
يتجلى مظهر الدين واضحا في الحفاظ على النباتات والأشجار والمحميات الطبيعية من حسن رعاية والحفاظ عليه كمظهر جمالي للبيئة
إن السابقة النبوية بانشاء محمية طبيعية بشجرها تشكل قدوة حسنة ومثالا يحتذى به ويمكن أن يتحقق ذلك بأحد أمرين أو بكليهما:الأول هو حث الدولة والمجتمع الأهلي على العمل معا لإقامة محميات حول المدن والبلدان.
الثاني:فهو تحويل أراضي وقفية إلى محميات طبيعية بعد تشجيرها.ولا تقتصر السابقة النبوية على مجرد حماية الشجر بل وتحريم الاعتداء عليها.فقد قال عليه الصلاة والسلام:"ولا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف بها"وقال عن المدينة:"إني أحرم ما بين لابتي المدينة ؟أن يقطع شجرها أو يقتل بعيرها"
إن تحريم قطع الشجر في موقع معين يشكل أساسا لتشريع إسلامي حول المحافظة على البيئة،وقد تغلغلت هذه المعاني في ثقافة المسلمين.فالإمام ابن حزم
يقول:إن إهمال سقي الزرع هو فساد في الأرض والله لا يحب المفسدين .
وقال صلى الله عليه وسلم:"من زرع زرعا أو غرس غرسا فأكل منه إنسان أو طائر أو استظل به كائن حي إلا كان له به أجر"أو كما قال صلى الله عليه وسلم
[/hide]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه وسلم أمابعد:
سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن البر فقال:" البر حسن الخلق" رواهالبخاري وسئل عن الإحسان، فقال:" الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه البخاري
وقد ورد معنى البر في القرآن بأنه هو عين التقوى تعالى: (ولكن البر من اتقى) البقرة: وإذا كان الإحسان والرفق بالإنسان واجبا باعتباره أفضل مخلوقات الله على ظهر الأرض، فإن الإحسان إلى الحيوان والتعامل الرحيم معه يؤكد عظمة الإسلام، ورقيه، وتحضره، ويجسد قيم الرحمة، والرفق، والبر التي حثنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صور من البر :
ضرب لنا صحابة رسول الله -صلى الله عليهو سلم- والسلف الصالح أروع الأمثلة في البر بالوالدين والإحسان إليهما ، ومن ذلك مايروى من أن "أسامة بن زيد" كان له نخل بالمدينة ، وكانت النخلة تبلغ نحو ألف دينار، وفى أحد الأيام اشتهت أمه الجمار ، وهو الجزء الرطب في قلب النخلة ، فقطع نخلةمثمرة ليطعمها جمارها ، فلما سئل في ذلك قال : ليس شيء من الدنيا تطلبه أمي أقدرعليه إلا فعلته .
وكان "على بن الحسين" كثير البر بأمه ، ومع ذلك لم يكن يأكلمعهما في إناء واحد،
فسئل : إنك من أبر الناس بأمك ، ولا نراك تأكل معها؟!
فقال : أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها ، فأكون قد عققتها .
ويحكى أن إحدى الأمهات طلبت من ابنها في إحدى الليالي أن يسقيها ، فقام ليحضرالماء ، وعندما عاد وجدها قد نامت ، فخشى أن يذهب فتستيقظ ولا تجده ، وكره أنيوقظها من نومها ، فظل قائمًا يحمل الماء حتى الصباح
ومن صور الاحسان:عطاءك للذي أساء إليك تصبر وتكظمغيظك وتعفو وتصفح ثم تحسن إليه بعطاء كما في قصة أبو بكر ومسطح عندما عفا عنه فيحادثة الإفك وأستمر في عطاءه له { وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
وكان الإمام جعفر الصادق إذا أخطأ أحد عبيدهأعتقه ومن شدة حلمه كان يطمع فيه الخدم.
. والإحسان نوعان: الإحسان في عبادة الخالق. [والإحسان إلى المخلوق، فالإحسان في عبادة الخالق].
فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
وأما الإحسان إلى المخلوق، فهو إيصال النفع الديني والدنيوي إليهم، ودفع الشر الديني والدنيوي عنهم، فيدخل في ذلك أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليم جاهلهم، ووعظ غافلهم، والنصيحة لعامتهم وخاصتهم، والسعي في جمع كلمتهم، وإيصال الصدقات والنفقات الواجبة والمستحبة إليهم، على اختلاف أحوالهم وتباين أوصافهم، فيدخل في ذلك بذل الندى وكف الأذى، واحتمال الأذى، كما وصف الله به المتقين في هذه الآيات، فمن قام بهذه الأمور، فقد قام بحق الله وحق عبيده.
صور الإحسان إلى الحيوان:
دِينُنا يأمرنا بالرحمة حتى مع الحيوان، ونبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - أول من أَرْسى حقوق الحيوان، وحثَّنا على حُسن التعامل مع الحيوانات عند ذَبْحها، وقد استنبط فقهاء المسلمين من القرآن والسُّنة شروطًا وآدابًا ينبغي مراعاتها عند القيام بتذكية الذبائح، وليس هذا محلاًّ لسرد جميعها، ومن هذه الآداب: الإحسان إلى الذبيحة بعمل كلِّ ما يُريحها عند القيام بتذكيتها، واستخدام آلة حادَّة، والقيام بالذبح بسرعة وبقوة؛ لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إنَّ الله كَتَب الإحسان على كلِّ شىءٍ، فإذا قَتلتُم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذَبَحتم فأحسنوا الذبح، وليُحِدَّ أحدُكم شَفَرته، فليُرِحْ ذَبيحته".
كما أمرَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن نحدَّ الشفرة بعيدًا عن نظر الذبيحة، فعن ابن عباس، قال: مرَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على رجلٍ واضعٍ رجلَه على صفحة شاة، وهو يحدُّ شَفَرته، وهي تلحظ إليه ببصرها، قال: "أفلا قبل هذا، أوَ تريد أن تُميتَها موتتين؟"
وإذا تأمَّلنا بعضَ الأحاديث الواردة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإننا نجد ألوانًا عديدة من مظاهر رحمته - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالحيوانات، ومن ذلك أنه نَهَى عن إلحاق الضرر بالحيوان، كتحميله أكثر مما يطيق، أو إرهاقه في السَّيْر؛ فعن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "إذا سافرتُم في الخصب، فأعطوا الإبل حظَّها من الأرض، وإذا سافرتُم في السنة، فأسرعوا عليها السَّيْر".
كما نَهَى عن اتخاذ الحيوان أداةً للَّهْو، كجَعْله غرضًا للتسابق في رَمْيه بالسهام، فعن سعيد بن جُبير قال: مرَّ ابن عمر بفِتْيَان من قريش قد نصبوا طيْرًا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كلَّ خاطئة من نَبْلهم، فلمَّا رأوا ابن عمر، تفرَّقوا، فقال ابن عمر: مَن فعَل هذا؟ لعن الله مَن فعل هذا! إن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعَنَ مَن اتَّخذ شيئًا فيه الرُّوح غرضًا.
تلك بعض الأحاديث التي تدلُّ على مظاهر رحمة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ورِفْقه بالحيوان، وأمره بالإحسان إليه عند ذَبْحه.
جمل يشكو للرسول
وروى أبو هريرة حديثا آخر: “بينما كلب يطيف بركية (بئر فيها ماء) كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل” فنزعت موقها “خفها” فسقته، فغفر لها به”.
وهكذا اخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إذا كانت امرأة دخلت النار في هرة من اجل قسوتها، فهذه امرأة عاصية دخلت الجنة في كلب من اجل رحمتها به، فالراحمون يرحمهم الرحمن.
لا تركبوا البقر
وعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم انه من الرفق بالحيوان وإحسان التعامل معه استخدامه فيما خلق له، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بينما رجل يسوق بقرة، إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث”.
هذه التوجيهات النبوية في التعامل الرحيم مع الحيوان لم تكن مجرد كلام نظري أو حبر على ورق، بل تحولت إلى واقع عملي تجسد في حياة المسلمين، وفي حضارتهم المتوازنة وما أحوجنا إلى هذه التوجيهات الآن حتى تختفي كل مظاهر القسوة من حياتنا في تعاملنا مع الحيوان.
وقد نصَّ القرآن الكريم على تكريم الحيوان، وبيان مكانته، وتحديد موقعه إلى جانب الإنسان، فقال تعالى: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}
صور الإحسان مع النبات
يتجلى مظهر الدين واضحا في الحفاظ على النباتات والأشجار والمحميات الطبيعية من حسن رعاية والحفاظ عليه كمظهر جمالي للبيئة
إن السابقة النبوية بانشاء محمية طبيعية بشجرها تشكل قدوة حسنة ومثالا يحتذى به ويمكن أن يتحقق ذلك بأحد أمرين أو بكليهما:الأول هو حث الدولة والمجتمع الأهلي على العمل معا لإقامة محميات حول المدن والبلدان.
الثاني:فهو تحويل أراضي وقفية إلى محميات طبيعية بعد تشجيرها.ولا تقتصر السابقة النبوية على مجرد حماية الشجر بل وتحريم الاعتداء عليها.فقد قال عليه الصلاة والسلام:"ولا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف بها"وقال عن المدينة:"إني أحرم ما بين لابتي المدينة ؟أن يقطع شجرها أو يقتل بعيرها"
إن تحريم قطع الشجر في موقع معين يشكل أساسا لتشريع إسلامي حول المحافظة على البيئة،وقد تغلغلت هذه المعاني في ثقافة المسلمين.فالإمام ابن حزم
يقول:إن إهمال سقي الزرع هو فساد في الأرض والله لا يحب المفسدين .
وقال صلى الله عليه وسلم:"من زرع زرعا أو غرس غرسا فأكل منه إنسان أو طائر أو استظل به كائن حي إلا كان له به أجر"أو كما قال صلى الله عليه وسلم
إعداد الأستاذ/ السيد عمر عطيه
تحت إشراف الأستاذ / جمعه سليمان- رئيس القسم
والإستاذ / أحمد أبو طالب – موجه اللغة العربية
والاستاذ/ يوسف أحمد بوسكندر- مدير المدرسة
[/hide]
سبحان الله وبحمده