Close Menu
الساعة الآن 07:11 PM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

إضافة رد

Anastasia

:: عضو قادم ::

وليم شكسبير

يُعَدّ الشاعر والمسرحي الإنجليزي وليم شكسبير أشهر المسرحيين الذين عرفهم العالم.
يرجع الإقبال الشديد الذي قوبلت به أعمال شكسبير إلى أسباب عدة، أهمها فهم الكاتب للطبيعة البشرية. فقد فهم شكسبير طبيعة الإنسان بشكل متميز، لم يتح إلا لقلة من الكَُّتاب المسرحيين الآخرين، مما مكنه من رسم شخوص ذات معنى تعدى حدود الزمان والمكان اللذين جرت فيهما أحداث مسرحياته.
ألف شكسبير 37 مسرحية على الأقل، يكاد يتفق النقاد على تصنيفها في ثلاثة أنواع هي، الملهاة (الكوميديا)، والمأساة (التراجيديا)، والمسرحية التاريخية.


حياة شكسبير






وُلد وليم شكسبير لأبوين من الطبقة الوسطى في بلدة تجارية صغيرة تسمى ستراتفورد ـ أبون ـ آفون، وكان الثالث من بين ثمانية أطفال في عائلته. كانت عائلة شكسبير ذات مكانة مرموقة في المدينة، فقد اختير والده عضوًا في المجلس التشريعي للبلدة، وانتُخب بعد ثلاث سنوات رئيسًا للمجلس البلدي، وكان هذا أرفع المناصب التي يمكن أن يصل إليها شخص في البلدة. شغل والده بعد ذلك عدة مناصب مدنية في ستراتفورد، لكنه عانى من مشاكل مالية في نهاية حياته.
ومن المرجح أن وليم شكسبير قد دخل المدرسة في ستراتفورد، مع أقرانه من أبناء الطبقة الاجتماعية ذاتها. وكانت معرفة اللاتينية آنذاك إحدى الدلالات على دراية الإنسان وثقافته. من المحتمل أن يكون شكسبير قد قرأ باللاتينية كتابات المؤلفين الرومان المشهورين من أمثال شيشرون، وأوفيد، وبلوتوس، وسنيكا، وتيرنس، وفيرجيل.

زواجه. تزوج شكسبير من آن هاثاواي في نوفمبر عام 1582م ، وربما كانت زوجته ابنة مزارع من قرية شوتري التي تبعد نحو1,5كم عن ستراتفورد. وكان شكسبير حينذاك في الثامنة عشرة من عمره، بينما كانت زوجته في السادسة والعشرين. وولدت طفلتهما الأولى سوزانا في شهر مايو عام 1583م.

عمله في الفرقة المسرحية. لايعرف الباحثون إلى أية فرقة أو فريق انضم شكسبير قبل عام 1594م. غير أنه من المؤكد أن شكسبير كان مساهماً في فرقة تدعى رجال اللورد تشامبرلين عام 1594م حسبما تُُبَيِِّّن وثيقة قيد مالي تفيد بأنه دفع لشكسبير وزملائه الممثلين في الفرقة مقابل عروضهم في بلاط الملكة إليزابيث. بقي شكسبير حتى نهاية حياته المسرحية عضواً بارزاً في هذه الفرقة؛ التي كانت من أشهر الفرق المسرحية في لندن0 وبحلول عام 1594م كانت ست مسرحيات شكسبيرية قد عرضت بلندن.

قصائده الأولى. أنجز شكسبير قصيدته الطويلة فينوس وأدونيس عام 1593م، وطبعها له ريتشارد فيلد.
وفي العام التالي قام فيلد بطباعة قصيدة شكسبير الثانية بعنوان اغتصاب لوكريس وقام الشاعر بإهدائها إلى إيرل ساوثمبتون. طُبعت كلتا القصيدتين مرات عديدة في عهد شكسبير، لكن النجاح الذي أحرزتاه لم يُغْرِ الكاتب بالتخلي عن الكتابة المسرحية، بل عاد إلى كتابة المسرح ثانية بعد إعادة فتح المسارح عام 1594م، وكان شكسبير بحق من بين الكتاب القلائل في العصر الإليزابيثي الذين امتهنوا الكتابة المسرحية دون سواها.


ا

سنوات الشهرة. كان شكسبير منهمكًا تمامًا في عالم المسرح في لندن في الفترة ما بين 1594 و1608م؛ إذ كان يكتب لفرقته رجال اللورد تشامبرلين مسرحيتين في العام، إضافة إلى قيامه بمهامه ممثلاً ومساهمًا في الفرقة. وعُدّ شكسبير إبّان تلك الفترة أشهر كتّاب المسرح في لندن استنادًا إلى عدد المرات التي عُرِضَت فيها مسرحياته أو نشرت. واعتمدت شهرة شكسبير في تلك الحقبة على شعبيته بوصفه كاتبًا مسرحيًا أكثر من كونه كاتبًا عبقريًا ليس له مثيل.
أصبح شكسبير مشهوراً بحلول نهاية تسعينيات القرن السادس عشر الميلادي، في وقت لم يكن قدكتب فيه معظم مأساوياته العملاقة من أمثال هاملت؛ عطيل؛ الملك لير؛ ماكبث. وبحلول نهاية القرن السادس عشر الميلادي، أصبح شكسبير رجل أعمال ثريًا إضافة إلى كونه كاتبًا مرموقًا. ففي عام 1597م، اشترى أحد أكبر بيتين في ستراتفورد، كان يطلق عليه اسم المكان الجديد. ومن الواضح أن شكسبير ظل شديد الولاء لستراتفورد بالرغم من حياته الناجحة والنشطة في لندن. وتدل وثائق المعاملات التجارية والقرارات القضائية على أن شكسبير استثمر معظم أمواله في ستراتفورد لا في لندن.





مسرح جلوب. تملّك شكسبير، وستة من رفاقه عام 1599م، مسرح جلوب، وهو مسرح مفتوح يقع في ساوثوارك، إحدى ضواحي لندن، ويُعد من أكبر مسارح منطقة لندن، إذ يتسع لثلاثة آلاف متفرج. وفي العام نفسه، قام الناشر وليم جاجارد بنشر مجموعة الرحالة، وهي كتاب يضم عشرين قصيدة يُفترض أنها من تأليف شكسبير. لكن الكتاب لا يحتوي إلا على اثنتين من سونيتات شكسبير (وهي قصائد مكونة من أربعة عشر بيتًا)، وثلاث قصائد من ملهاته خاب مسعى الحب. أبرز الناشر اسم شكسبير على صفحة الغلاف ليروج الكتاب، مما يدل على شهرة الكاتب في تلك الفترة.

فرقة رجال الملك. في سنة 1603م، أصدر الملك جيمس الأول مرسومًا ملكيًا يسمح لشكسبير ورفاقه بتسمية فرقتهم فرقة رجال الملك. ومقابل هذه المنحة قدمت الفرقة العروض بشكل شبه منتظم في البلاط، للترويح عن الملك.
حققت فرقة رجال الملك نجاحًا منقطع النظير، وصارت الفرقة المسرحية الأولى في لندن. ففي عام 1608م، استأجرت الفرقة لمدة واحد وعشرين عامًا مسرح بلاك فرايرز، الذي يقع في منطقة مأهولة بالسكان تعرف بالاسم ذاته أيضًا. كان هذا المسرح مزودًّا بإضاءة شديدة وبالتدفئة أيضًا. استعملت الفرقة هذا المسرح لتقديم عروضها في الشتاء، بينما كانت تقدم عروضها الصيفية في مسرح جلوب.
كانت الفترة بين عامي 1599 و 1608م فترة نشاط أدبي استثنائي بالنسبة لشكسبير. فكتب العديد من المسرحيات (الكوميدية)، ومعظم المسرحيات التراجيدية التي كانت مدعاة لشهرته. تتضمن قائمة الروائع التي كتبها في تلك الفترة مسرحيتي ضجة حول لا شيء؛ الليلة الثانية عشرة؛ والمسرحية التاريخية هنري الخامس؛ مأساة أنطوني وكليوباترا؛ هاملت؛ يوليوس قيصر؛ الملك لير؛ ماكبث؛ عطيل.

السوناتات. قام ناشر من لندن يدعى توماس ثورب بنشر كتاب بعنوان سوناتة شكسبير عام 1609م، يحتوي الكتاب على ما يربو على مائة وخمسين قصيدة كان شكسبير قد كتبها خلال حياته، ومازال الدارسون في حيرة من أمرهم إزاء الإهداء الذي قدّم ثورب به الكتاب، والذي يقول: "إلى منشئ السوناتات الوحيد السيد و.هـ". لقد فشل الباحثون على مرّ الأجيال في تحديد هوية السيد و.هـ . وحلل النقاد السوناتات لدراسة إمكان الجزم بمدى ارتباطها بالسيرة الذاتية، بينما اقترح كثير من النقاد على القراء الاستمتاع بهذه القصائد كمقطوعات من أروع ما كُتب في الأدب الإنجليزي بدلاً من التدقيق فيها باعتبارها تنم عن حياة الكاتب.

السنوات الأخيرة من حياة شكسبير

كتب شكسبير خلال السنوات الثماني الأخيرة من حياته أربع مسرحيات فقط هي: سيمبلين؛ هنري الثامن؛ العاصفة؛ حكاية الشتاء. اعتقد النقاد في الماضي أن مسرحية العاصفة التي كتبها شكسبير عام 1610م هي آخر أعماله الأدبية، وكتبوا أنه تقاعد في ستراتفورد بعد ذلك بشكل شبه كلي. لكنه يرجح أن تاريخ مسرحية هنري الثامن يعود إلى عام 1613م، إضافة إلى أن شكسبير اشترى بيتًا في منطقة بلاك فرايرز في العام نفسه، مما يدل على أن شكسبير لم ينه نشاطه في لندن فجأة، بل قام بذلك تدريجيًا.
ولابد أن شكسبير كان قد قسم وقته بين حياته الخاصة في ستراتفورد وبين حياته العامة في لندن. فكان له بيوت في لندن حتى عام 1604م ، وربما حتى عام 1611م، لكن بعض الأحداث العائلية، مثل زواج ابنته سوزانا عام 1607م، ووفاة والدته عام 1608م، قد استدعت عودته إلى ستراتفورد. ومن المرجَّح أنه كان يقضي معظم وقته بعد عام 1612م، متنعمًا برفاهية بيته في ستراتفورد. مات شكسبير ، ودفن داخل كنيسة أبرشية ستراتفورد.
توفي ابنه هامنت عام 1596م، وهو في الحادية عشرة من عمره، أما ابنته سوزانا، فكانت لها طفلة واحدة اسمها إليزابيث. ولم تنجب الأخيرة أطفالاً، في حين أنجبت جوديث (ابنة شكسبير)، ثلاثة أطفال ،توفوا قبل موتها هي. أما حفيدة شكسبير الوحيدة التي عاشت من ذريته، فقد تُوفيت عام 1670م.

معارضو الستراتفوردية

اختلطت الحقائق عن حياة شكسبير على مر السنين بحكايات عدَّة ، أساسها الشائعات والأساطير. وافتتن الناس بشكسبير في القرن التاسع عشر الميلادي، بشكل خاص، مما أدى إلى وجود توجهات خارجة على المعقول نحو الكاتب وكتاباته، ترفعه إلى رتبة تصل إلى التقديس. فقد أُعجِب بعض الناس بأعماله، لدرجة أنهم رفضوا أن يصدقوا أن كاتبًا من ستراتفورد ـ أبون ـ آفون قد كتب هذه الأعمال.
وقد رشح هؤلاء المتشككون الذين يُدعون معارضي الستراتفوردية، عددًا من معاصري شكسبير من الكتّاب، على أنهم مؤلفو هذه الأعمال. ويطلق على هؤلاء المرشحين أحياناً اسم المدّعين. وينتمي جميع هؤلاء المرشحين ليكونوا كتاب المسرحيات الشكسبيرية للطبقة العليا والنبلاء، إذ يعتقد المعارضون أنه لابد أن يكون كاتب تلك الأعمال شخصًا مثل فرانسيس بيكون أو إدوارد دي فير أو وولتر رالي وربما وليم ستانلي وكلهم من نسب رفيع لكي يتمكن من كتابتها. وبالرغم من كل هذه الادعاءات فليس من بين دارسي شكسبير من يساوره شك في أن شكسبير هو من ألّف مسرحياته وأشعاره.

إنجلترا في عصر شكسبير

تعكس أعمال شكسبير الأحوال الثقافية والاجتماعية والسياسية في العهد الإليزابيثي، والدراية بهذه الظروف تعين القارئ على فهمٍ أفضل لتلك المسرحيات والأشعار. فعلى سبيل المثال، آمن معظم الناس في العصر الإليزابيثي بالأشباح والساحرات والسحرة، وليس ثمة دليل على أن شكسبير قد آمن بمثل هذه المعتقدات بالرغم من أنه استخدمها بصورة فعّالة في أعماله. فتقوم الأشباح بدور مهم في مسرحيات هاملت؛ يوليوس قيصر؛ ريتشارد الثالث؛ ماكبث. وينفرد الساحر بروسبيرو بدور البطل في مسرحية العاصفة.

المجتمع الإليزابيثي. عندما بدأ شكسبير كتابة مسرحياته في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، كان الإنجليز يميلون إلى التفاؤل. ففي عام 1588م حققت البحرية الإنجليزية نصرًا عظيمًا على الأسطول الأسباني، الذي كان يدعى الأرمادا، عندما حاول هزيمة إنجلترا، وكان من شأن هذا النصر أن أعطى إنجلترا منعة ، وأثار في شعبها مشاعر وطنية قوية. غير أن غمرة التفاؤل التي ازدهرت آنذاك سرعان ما تلاشت إثر موت الملكة إليزابيث عام 1603م، إذ وجد الإنجليز أنفسهم في مواجهة مشاكل اجتماعية واقتصادية جمّة. ومما زاد الوضع تعقيدًا اندلاع حروب ثانوية لا هدف لها مع دول أخرى. وهكذا بدا العالم لكثير من الإنجليز متدهورًا ومنهارًا.
تعكس أعمال شكسبير هذا التحول من التفاؤل إلى التشاؤم الذي انتاب المجتمع الإليزابيثي، إذ تزخر بواكير أعماله المسرحية بحيوية ومرح غامرين مقارنةً بكتاباته اللاحقة. فمنذ مطلع القرن السابع عشر الميلادي اتسمت أعمال شكسببير بالارتباك والاكتئاب والقسوة؛ وماشابه ذلك من المشاعر الاجتماعية التي سادت إبّان تلك المرحلة.
وكتب شكسبير أروع تراجيدياته في تلك الفترة، ولم تَخْل مسرحياته الكوميدية من أمثال: خير كل ما ينتهي بخير التي كتبها آنذاك من مشاعر المرارة التي تخلو منها مسرحياته الكوميدية السابقة.
وبالرغم من شيوع القسوة لدى الإليزابيثيين، فإنهم كانوا شديدي الحساسية للجمال والعطف. فقد أحبوا الكثير من ألوان الأدب، من أمثال المسرحية الشعرية، والشعر الغنائي والقصصي، و فني القصة والمقالة. واستمتع السكان من كافة الطبقات بالموسيقى ،حتى أن مؤلفي الموسيقى من الإنجليز كانوا يجارون أفضل المؤلفين الموسيقيين الأوروبيين. لقد كانت الموسيقى والغناء والرقص على درجة من الأهمية في المسرحية الإليزابيثية، حتى إن بعض مسرحيات شكسبير الرومانسية يمكن أن تسمّى الكوميديا الموسيقية، إذ تحتوي مسرحية الليلة الثانية عشرة، على سبيل المثال، على ألحان سيرينيد وأغان صاخبة، ومقطوعات أخرى تتراوح بين الأغاني الحزينة و الهزلية. كما تشكِّل الرقصات جزءًا أساسيًا من أحداث مسرحيات العاصفة؛ حكاية الشتاء؛ روميو وجولييت.

الحاكم الإنجليزي. تعالج مسرحيات شكسبير التاريخية العشر قصص ملوك بريطانيا ونبلائها. وتتضمن تسع منها أحداثًا تاريخية تعود إلى الفترة بين عام 1398م وأربعينيات القرن السادس عشر الميلادي. إن معرفة هذه الأحداث ، وإدراك مشاعر الإليزابيثيين تجاه مليكتهم، يعين مرتادي المسارح وقراء المسرحيةعلى فهم مسرحيات شكسبير التاريخية.
أدت الصراعات الدينية والسياسية العنيفة التي استفحلت خلال الأعوام التي سبقت تتويج إليزابيث الأولى إلى اهتزاز العرش البريطاني. فخلال الفترة منذ عام 1455م إلى عام 1485م، مزّقت سلسلة من الحروب المريرة أوصال إنجلترا. دارت تلك الحروب بسبب سعي كل من عائلتي آل لانكستر وآل يورك للاستيلاء على العرش. وسميت تلك الحرب حرب الوردتين، لأنه يقال إن شعار عائلة لانكستر كان وردة حمراء، بينما كان شعار عائلة يورك وردة بيضاء. انظر: حرب الوردتين. وعالج شكسبير هذه الحرب في أربع من مسرحياته التاريخية، هي على التوالي:هنري السادس الجزء الأول، والجزء الثاني، والجزء الثالث، وريتشارد الثالث.
اقتنع الإليزابيثيون بضرورة وجود حاكم قوي وعادل، لضمان الحفاظ على النظام الاجتماعي، وكان بإمكانهم فَهْم معالجة شكسبير لمسؤوليات الملك وامتيازاته على حد سواء عند مشاهدتهم مسرحياته التاريخية؛ حيث كان يمكنهم إدراك المخاطر التي يجلبها وجود ملك ضعيف في السلطة، مثل المخاطر التي وصفها شكسبير في ريتشارد الثاني. وكان من الممكن كذلك أن يتنبهوا إلى المخاطر التي يجلبها حاكم طاغية وغير عادل ،كتلك التي وصفها شكسبير في ريتشارد الثالث.

المسرح في العصر الإليزابيثي

حرص شكسبير لدى كتابة مسرحياته على أن تتناسب وقدرات نوع خاص من الممثلين، وذوق جمهور محدد، وأخذ بعين الاعتبار أيضًا بناء دور العرض التي كانت تقدم عليها مسرحياته. ولجأ إلى العديد من الخدع المسرحية التي شاعت في عصره، لكنها قلما تستخدم اليوم. ويمكن لرواد المسرح والقراء المحدثين الاستمتاع بمسرحيات شكسبير بشكل أكبر، إذا ما توافر لهم الإلمام بالمؤثرات المسرحية التي أسهمت في صياغة هذه الأعمال.

الأعراف المسرحية. تأثرت كتابة المسرحيات الإليزابيثية وتمثيلها بشكل كبير بعدد من الأعراف المسرحية التي سادت في تلك الأيام. وكان أكثر تلك الأعراف شيوعًا استخدام الحوار الشعري. فعلى الرغم من احتواء مسرحيات شكسبير على النثر والشعر المقفَّى، إلا أنه استخدم في المقام الأول شكلاً شعريًا موزونًا غير مقفى سمّي بالشعر المرسل.
وكان الجمهور يتوقع اثنين من الأعراف الدارجة هما؛ المناجاة ،والكلام الجانبي. ففي المناجاة يوجه الممثل (الذي يكون وحده على خشبة المسرح) الكلام إلى الجمهور مباشرة، أو يحدِّث نفسه بصوت عال، ليكشف عما في نفسه من أفكار ومشاعر. أما في الكلام الجانبي، فيتكلم الممثل بشكل يفترض ألا يسمعه الممثلون الآخرون الموجودون على الخشبة، وكثيراً ما تاق الجمهور الإليزابيثي أيضًا لسماع أحاديث غنائية طويلة كثيرًا ماكانت تخرج في موضوعها عن أحداث المسرحيات. ويُعَدّ حديث ماركشيو المسهب عن الملكة ماب في روميو وجولييت مثالاً شهيراً على ذلك.
لقد أسهم العرف الذي درج على إسناد الأدوار النسائية إلى المتدربين من الصبيان بشكل مباشر في أجمل كتابات شكسبير. وكان أولئك الصبية الممثلون على درجة كبيرة من التدريب والمهارة. غير أن شكسبير كان يعتمد على سحر أشعاره أكثر من اعتماده على جمال الممثلين الصبيان من أجل إيجاد جو من الجاذبية و الأنثوية.
وكان للتنكر دور مُهِّم في المسرحيات الإليزابيثية، إذ كان يحلو للجمهور مشاهدة مواقف هزلية يقوم بها صبي يمثل دور فتاة تتنكر في زي شاب. وشاع تنكر الشخوص النسائية في زي الشباب في العديد من أعمال شكسبير، كما هو الحال في مسرحيات كما تهواه؛ تاجر البندقية؛ الليلة الثانية عشرة. وجعلت الظروف الاجتماعية من التنكر وسيلة مسرحية فعالة للتمييز بين الطبقات الاجتماعية والحرف المختلفة، لما للملابس من دور في إبراز تلك الفروق. فتميز النبلاء مثلاً، عن غيرهم بملابسهم، وكذلك كان الحال بالنسبة للأطباء، والمحامين، والتجار، والخدم.

جمهور شكسبير. كتب شكسبير مسرحياته لجمهور عريض من كافة شرائح المجتمع. فقد أم مسرح جلوب جمهور يتفاوت بين الصبيان المتدربين الهاربين من العمل وبين النبلاء، ممن جاءوا لقضاء الوقت. غير أن غالبية الجمهور كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى، والتجار، وأرباب المهن ،ممن لجأوا إلى المسرح بغرض الترويح والهروب من متاعب العمل، ولو لوقت قصير. كانت مسرحيات شكسبير تعرض في البلاط الملكي وبيوت النبلاء، وبعض الأحيان في الجامعات وكليات الحقوق. كل هذ حدا بشكسبير لأن يكتب مسرحيات تناسب ذوق كافة الناس على اختلاف مشاربهم.

مسرحيات شكسبير

اتفق النقاد على تصنيف أعمال شكسبير إلى ثلاثة صنوف مسرحية هي: الملهاة (الكوميديا)، والمأساة (التراجيديا)، والمسرحية التاريخية.
كان شكسبير يميل في مرحلة ما من حياته إلى التركيز على نوع معين من المسرحيات، بما يتناسب وذوق الجمهور في تلك المرحلة. وكتب تسع مسرحيات تاريخية من مجموع عشر كتبها في فترة شاع فيها مثل هذا النوع من المسرحيات.
جرى شكسبير على عادة الإليزابيثيين في كتابة حبكات مستندة إلى أعمال أدبية وتاريخية منشورة، إلا أنه تفرّد عن معاصريه من حيث إعادة تشكيل المادة التي يقتبسها بطريقة عبقرية، مما ينتج عنه عمل أدبي يتميّز عن مصدره بشكل فريد.
يصف الفصل التالي الحبكة والخصائص المتميزة لبعض من مسرحيات شكسبير، ويقسِّم الفصل هذه المسرحيات إلى أربع حقب، تعكس كل منها مرحلة عامة من مراحل التطور الفني عند شكسبير. تناقش المسرحيات ضمن كل حقبة، بأولوية الترتيب المحتمل لعرضها الأوَّلي.

المرحلة الأولى (1590-1594م). تشترك المسرحيات التي تعود إلى الفترة الأولى في كثير من الخصائص، رغم أن من بينها مسرحيات من نوع المأساة والملهاة والمسرحيات التاريخية. تقترب حبكات هذه المسرحيات من مصادرها أكثر من حبكات المسرحيات في الحقب اللاحقة، كما تتكون حبكات هذه المسرحيات من مجموعة من الأحداث المفككة وقليلة الترابط، ويضاف إلى ذلك أنها تعتمد على الأحداث أكثر من اعتمادها على رسم الشخوص.
ويُستَدل من طريقة استخدام شكسبير للغة في مسرحيات هذه الحقبة، أنه لم يكن قد طور أسلوبه الشعري الخاص به بعد. فالشعر الوصفي لشكسبير في تلك الفترة يميل إلى الأسلوب المنمَّق أكثر منه إلى الارتباط المباشر بتطور الشخوص أو القصة.
ريتشارد الثالث. تعالج هذه المسرحية الحقبة التي تلت حرب الوردتين. تبدأ أحداث المسرحية بشخصية ريتشارد دوق جلوستر، وهو يعلن للجمهور عن نواياه الشريرة، إثر استيلاء إدوارد على العرش بعد أن هزم الملك هنري السادس، سليل عائلة لانكستر. ونظرًا لضعف إدوارد ومرضه، راح ريتشارد يخطط للاستيلاء على العرش لنفسه. فقد قتل أخاه كلارنس، وبعد وفاة أخيه الملك إدوارد، سَجن نجلي الأخير في برج لندن، ونصَّب نفسه ملكًا، وأطلق على نفسه لقب ريتشارد الثالث، ثم دبر لقتل نجلي أخيه الملك إدوارد.
ولم يمض وقت طويل حتى انقلب أنصار ريتشارد ضده، وانضموا إلى قوات إيرل ريتشموند، وهو من عائلة لانكستر. ونجحت قوات ريتشموند في دحر قوات ريتشارد في معركة بوزورث، كما استطاع ريتشموند قتل ريتشارد وتنصيب نفسه ملكًا، ولقب نفسه باسم الملك هنري السابع.
تعد شخصية ريتشارد تصويرًا مسرحيًا رائعًا للشر المطلق، لكنه يمزج الخبث بالمكيدة الحاذقة، مما يجعل من مكائده متعة للمشاهدين. وإذا مانُظِرَ في المسرحية بعمق، فإنها توحي للجمهور بأنه إذا ما استفحل الشر فإن اللوم يقع على المجتمع كله، إذ لابد للناس من الارتفاع إلى مستوى ما يطلبونه من قادتهم إن أرادوا التخلص من الشر المحدق بهم.
ترويض النَّمِرة. يحتمل أن تكون هذه الملهاة قد عرضت لأول مرة عام 1593م، ونشرت للمرة الأولى عام 1623م.
وتُصوَّر المسرحية كيف أن شابًا إيطاليًا يدعى بتروكيو تقدم لخطبة فتاة جميلة اسمها كاترين. غير أن كاترين هذه كانت رديئة الطبع ،حيث هرب منها كل من تقدم لخطبتها، بسبب سلاطة لسانها. قرر بتروكيو الزواج منها، لكنه درج على إذلالها قبل الزفاف وبعده، من أجل معالجة طبعها الحاد. ونجحت طريقة بتروكيو في ترويض كاترين، لتصبح زوجة مطيعة بعد سلسلة من الصراعات المضحكة بينهما. وعندئذ يظهر بتروكيو على سجيته النبيلة ويكشف عن عشقه لكاترين.
تقدم هذه الكوميديا الغنية والمفعمة بالقوة نموذجين رائعين لشخصيتي العاشقين المتصارعين، واللذين اجتذبا ممثلين موهوبين وممثلات موهوبات على مر الأجيال.
السيدان من فيرونا. ربما كان العرض الأول لهذه المسرحية الهزلية عام 1594م، ونشرت لأول مرة عام 1623م.
السيدان من فيرونا مسرحية كوميدية حاذقة تتناول الحب والصداقة، تدور أحداثها في إيطاليا، حيث يلتقي في ميلانو صديقان من فيرونا هما: فالنتاين وبروتيوس. وسرعان ما يصبح هذان الصديقان متنافسين على حب سيلفيا، ابنة دوق ميلانو. وعندما يكتشف فالنتاين أن صديقه بروتيوس على وشك أن يأسر قلب سيلفيا، يعتذر له بروتيوس وينال صفحه. عندها يتنازل الأخير عن حبه لسيلفيا، لكن كرمه يصبح غير ضروري عندما يعلم بروتيوس أن صديقته القديمة جوليا قد تبعته إلى ميلانو متخفية في زي شاب. وفي النهاية يتزوج فالنتاين من سيلفيا، وبروتيوس من جوليا.
يستخدم شكسبير في هذه المسرحية العديد من الملامح والحيل ا لمسرحية التي استخدمها بشكل فعَّال في مسرحياته العاطفية من الحقبة الثانية. فعلى سبيل المثال، يستخدم الأغاني الجميلة، والمشاهد الخالية من العنف، والغاية المثالية، وشخصية الفتاة المغامرة التي تتنكر في زي الفتيان.

المرحلة الثانية (1595-1600م). ارتقى شكسبير بالمسرحية التاريخية والملهاة الرومانسية خلال تلك الفترة إلى ما يقرب من حد الكمال. فقد عرض في هذه المسرحيات، على وجه الخصوص، عبقريته في نَسْخ أحداث مسرحيّة متباينة في حبكة متماسكة بدلاً من كتابة سلسلة غير مترابطة من الأحداث كما فعل في المرحلة الأولى. كما تقدم بشكل حثيث خلال المرحلة الثانية، نحو الوصول إلى موهبة لاتُنافَس في فن التشخيص الذي ميز المآسي الكبرى التي ألفها في مطلع القرن السابع عشر الميلادي.
حلم منتصف ليلة صيف. يرجح أن تكون هذه المسرحية قد عُرِضت للمرة الأولى عام 1595م ونشرت عام 1600م.
تبدأ أحداث المسرحية في أثينا في اليونان مع الاستعدادات لزفاف ثيسيوس، دوق أثينا، على هيبوليتا، ملكة الأمازون. غير أن أغلب المشاهد تقع في غابة مسحورة خارج أثينا، حيث يتجول في الغابة شابان هما: ليساندر وديمتريوس وفتاتان هما: هيرميا وهيلينا، وبعد أن يضلوا الطريق يهيم الشابان بحب هيرميا، بينما يتجاهلان هيلينا، التي تحب بدورها ديمتريوس. يأمر أوبيرون، ملك الجن، أحد أتباعه ويدعى بَكْ بوضع قطرات من مستحضر سحري في جفني ديمتريوس، ليقع في غرام هيلينا. لكن بَكْ يرتكب خطأ فيضع القطرات السحرية في عيني ليساندر، مما يؤدي إلى حالة من الارتباك مضحكة للغاية. غير أن بك يقوم لاحقًا بتصحيح الأمور.
أما في الحبكة الثانوية؛ فيتشاجر أوبيرون وزوجته الملكة تيتانيا. ويقوم بدهن جفنيها أثناء نومها بالقطرات السحرية، كي تقع في غرام أول مخلوق تراه عندما تفيق من نومها. ويقوم الحائك بوتوم وأصدقاؤه الهزليون بالتدريب على أداء تمثيلية يرغبون في تنفيذها ضمن الاحتفالات بزفاف الدوق. وعندما تستيقظ تيتانيا، يكون بوتوم أول من يقع بصرها عليه، فتهيم بحبه. لكن بَكْ يكون قد حوّل رأس بوتوم إلى رأس حمار، إمعانًا منه في إهانة تيتانيا، وتظل تيتانيا تغازل بوتوم حتى يشفق عليها زوجها أوبيرون ويأمر بَكْ بإبطال مفعول السحر. وتنتهي المسرحية بزواج الدوق، وزواج ليساندر من هيرميا، وديمتريوس من هيلينا أيضًا.
كتب شكسبير في مسرحية حلم منتصف ليلة صيف أفضل أشعاره الوصفية التي يوازن فيها بين العاطفية والفنتازيا (الخيال الجامح) من جهة، وبين الفكاهة الفظة التي يقدمها بوتوم وزملاؤه. ويعد بوتوم من أفضل شخوص شكسبير الكوميدية إمتاعًا. ومن جهة أخرى فإن للمسرحية جانبًا جادًا يتمثل في السخرية التي تتضمنها نحو الحب العاطفي.
ريتشارد الثاني. يحتمل أن تكون هذه المسرحية قد عرضت لأول مرة عام 1595م ونشرت لأول مرة عام 1597م.
تبدأ المسرحية عندما يصدر الملك ريتشارد الثاني حكمًا يقضي بنفي ابن عمه بولنبروك من إنجلترا، ثم يقوم بعد فترة بمصادرة ممتلكاته. وبينما يكون الملك منهمكًا في حروبه ضد المتمردين في أيرلندا. يعود بولنبروك إلى إنجلترا، ويبدأ المطالبة باسترداد ممتلكاته المصادرة. وما أن يعلم الملك ريتشارد بذلك حتى يسرع عائدًا إلى إنجلترا، ليجد أن ابن عمه جمع حوله قوة من النبلاء المستائين من حكمه. وبدلاً من إعداد جيش لقتال بولنبروك، يضيع الملك وقته في رثاء نفسه. ثم لا يلبث أن يتنازل عن عرشه لبولنبروك دون قتال، ويدخله الملك الجديد السجن.
وبعد أن ينصِّب بولنبروك نفسه ملكًا على إنجلترا باسم الملك هنري الرابع، يقوم أحد الفرسان بقتل ريتشارد، ظنًا منه أن للملك الجديد رغبة في قتل سجينه. وفي نهاية المسرحية، يقطع هنري العهد على نفسه بأن يزور الأراضي المقدسة، ليكفر عن مقتل ريتشارد.
يعالج شكسبير في هذه المسرحية بجدية فائقة، فكرة أن شخصية الإنسان تقرر مصيره، حيث تدرس المسرحية شخصية ريتشارد الضعيف الواهم الذي يجنح إلى الخيال، ويبتعد عن الواقع ليجد نفسه فاقدًا لعرشه.





روميو وجولييت. ربما عرضت هذه المأساة للمرة الأولى عام 1596م، ونشرت لأول مرة عام 1597م.
تتناول مأساة روميو وجولييت قصة عاشقين شابين من فيرونا في إيطاليا، يقعان ضحية عداء مرير بين عائلتيهما، عائلة مونتاجيو وعائلة كابيوليت. حيث يلتقي روميو، وهو من عائلة مونتاجيو، بجولييت وهي من عائلة كابيوليت، في حفلة تنكرية تقيمها عائلة كابيوليت. وحضر روميو تلك الحفلة بالرغم من أنه لم يُدْعَ هو ورفاقه إليها. ومن هنا تبدأ قصة غرامهما.
يتزوج العاشقان في اليوم التالي سرًا بمساعدة الراهب لورانس. ولدى عودة روميو من حفل زواجه يلتقي بابن عم جولييت، واسمه تايبولت. يتحرش هذا بروميو محاولاً الدخول في قتال معه، لكن روميو يرفض قتاله. ويهب صديق روميو واسمه ميركوشيو، ويقبل التحدي دفاعًا عن شرف عائلة مونتاجيو. وعندما يحاول روميو التدخل لفض النزاع، يقوم تايبولت بطعن ميركوشيو حتى الموت، مما يدفع روميو إلى قتل تايبولت، ويسفر ذلك عن إبعاد روميو عن فيرونا.
يحاول والد جولييت إجبارها على قبول الزواج من ابن عمها باريس، دون أن يدري بأنها متزوجة من روميو، فيقوم الراهب لورانس بإعطائها عقارًا يجعلها في حالة نوم تشبه الموت لمدة أربع وعشرين ساعة من أجل مساعدتها على التخلص من ضغوط والدها عليها بالزواج. ثم يرسل الراهب إلى روميو رسالة في منفاه يوضح له فيها ما فعل، لكن رسالته تصل متأخرة حيث يسارع روميو إلى قبر جولييت، ويتجرع سمًا ويستلقي إلى جانبها في القبر. وعندما تستيقظ جولييت وتجد زوجها ميتًا إلى جانبها، تطعن نفسها وتموت هي الأخرى. ويكون اكتشاف العاشقين حافزًا كافيًا لعائلتيهما لإنهاء العداء المستحكِم بينهما.
تعود شهرة مسرحية روميو وجولييت إلى التعاطف الذي أبداه شكسبير تجاه الشباب. ويبدو أن المؤلف يُنحي باللوم على الكبار في هذه الخاتمة المأساوية للعاشقين، لأن الكبار يغلبّون مصالحهم المقيتة على أي اعتبار آخر. ويُعزَى نجاح المسرحية أيضًا إلى طُرق التشخيص الناجحة وإلى شعرها الغنائي العميق. وعلى الرغم من التكلف الذي تبدو عليه أحيانًا لغة شكسبير في هذه المسرحية، إلا أن هذه اللغة تحتوي على مؤشرات لأسلوب سهل وسلس يستعمله شكسبير في مآسيه اللاحقة.
تاجر البندقية. يرجَّح أن هذه المسرحية عرضت للمرة الأولى عام 1597م، ونشرت عام 1600م.
تروي المسرحية قصة تاجر من البندقية اسمه أنطونيو يقترض مبلغًا من المال من يهودي يتعامل بالرِّبا يدعى شيلوك، ثم يقرض المبلغ إلى صديقه باسنيو. ويكون أنطونيو قد وعد بأن يعطي شيلوك رطلاً من لحمه إذا ما فشل في تسديد الدّين خلال ثلاثة أشهر. وتمر الأشهر الثلاثة دون أن يستطيع أنطونيو ردّ المبلغ. عندها يطالبه شيلوك برطل اللحم.
وفي تلك الأثناء، يكون باسنيو قد خطب بورشيا وتزوجها، وهي فتاة جميلة موهوبة وصاحبة إرث كبير. وعندما يذهب شيلوك إلى المحكمة ليطالب برطل اللحم، تذهب بورشيا إلى المحكمة متنكرة في زي محام وتطلب من شيلوك إعادة النظر في مطالبه، مذكرة إياه بأهمية الرحمة. وعندما يصر شيلوك على موقفه، تحذره بورشيا قائلة إن بإمكانه قطع رطل من لحم أنطونيو شريطة ألا يسفك قطرة دم واحدة مع اللحم، وفي حال سقوط أي دم عند قطع اللحم سيترتب على ذلك مصادرة ممتلكات شيلوك. وأخيرًا يتنازل شيلوك عن حقه ويُنْقَذ أنطونيو.
يمزج شكسبير في مسرحية تاجر البندقية المكيدة الهزلية مع صورة حية للكراهية والجشع. وبالرغم من أن المسرحية تنتهي نهاية سعيدة بالنسبة للجميع باستثناء شيلوك، فإنها ليست من صنف الملهاة الخفيفة. ولأن الدولة والكنيسة عَدَّتا الربا جريمة فقد كان من الطبيعي أن يصبح شيلوك مبعث الازدراء لدى الجميع.
كما تهواه. يُحتَمَل أن تكون هذه المسرحية قد عرضت لأول مرة عام 1599م ونُشِرَت في عام 1623م.
تغادر روزالند وابنة عمها سيليا بلاط الدوق فريدريك، والد سيليا، وذلك بعد أن يقضي الدوق بنفي روزالند من البلاط ظلمًا. وتلجأ الفتاتان برفقة مهرج القصر تتشستون إلى غابة آردن. ويوجد في الغابة أيضًا كل من أورلاندو، حبيب روزالند، والفيلسوف المتشائم جاك، والفتاة الريفية أودري، والراعي سيلفيوس، والراعية فيبي. ويقيم في الغابة أيضًا والد روزالند، صاحب الحق الشرعي في الحكم، حيث يقود فرقة من الخارجين على القانون.
تلتقي روزالند بأورلاندو وهي متنكرة في زي راعٍ باسم جانيميد. ويوافق أورلاندو على اعتبار جانيميد روزالند دون أن يدري بتنكر روزالند. عندها يفضي أورلاندو بأسرار حبه لروزالند، وهنا تكشف روزالند عن هويتها الحقيقية، ويتزوجان. كما يتزوج أوليفر، شقيق أورلاندو، من سيليا، ويتزوج تتشستون من أودري،وسيلفيوس من فيبي. وتستكمل الفرحة في نهاية هذه المسرحية بنبأ استعادة والد روزالند دوقيته المغتصبة.
تهتم مسرحية كما تهواه كغيرها من مسرحيات الملهاة العاطفية في العصر الإليزابيثي، بالمحبّين الشباب الذين يسعون لتحقيق أحلامهم في عالم يبدو بعيدًا عن الواقع. وبالرغم من الخطر الذي يلوح به عنصر الشر في المسرحية، إلا أنه غير قادر على الإيذاء. وقد أغنى شكسبير مسرحيته بشعر جميل من الأغاني الرائعة.

المرحلة الثالثة (1601-1608م). كتب شكسبير أعظم أعماله المسرحية التراجيدية خلال هذه المرحلة من تطوره الفني. وفيما عدا مسرحية بيركليس، فإن كل ماكتب شكسبير من أعمال يُبرز وعيه للجانب المأساوي للحياة. لدرجة أن الملهاتين اللتين كتبهما في تلك المرحلة وهما خير كل ما ينتهي بخير، والعين بالعين، فإنهما تسببان القلق أكثر من الإمتاع.
ولهذا السبب فإنهما يعدان من نوع الملهاة الإشكالية أو السوداء. وأحيانًا تدرج مسرحية ترويلس وكريسيدا ضمن قائمة المسرحيات الإشكالية. وبالرغم من أنها مأساة فأنها تحتوي على الكثير من الفكاهة السوداء أو المريرة. بينما تمثل مسرحية بيركليس محاولة شكسبير الأولى لكتابة المسرحية العاطفية، وهي نوع من المسرحيات الجادة بشكل عام، لكنها تنتهي نهاية سعيدة.
يظهر في هذه المرحلة مدى التغير الملحوظ ومدى المرونة التي طرأت على لغة شكسبير، فهو يتنقل بيسر بين الشعر والنثر، فتصير لغته أداة مسرحية مثيرة تمكنه من التصوير النفسي الذي صار الطابع العام لتطوره في تلك المرحلة.



هاملت. يرجح أن تكون هاملت قد عرضت لأول مرة عام 1601م وأن تكون قد نشرت لأول مرة عام 1603م.
يتفجع الأمير هاملت بحرقة بالغة على فقد والده المتوفىَّ حديثًا، ويُبْدي امتعاضه أيضًا من زواج أمه للمرة الثانية من عمه كلوديوس، الذي خلف والده على العرش. ويظهر للأمير شبح والده فيخبره بأن كلوديوس قتله، ويطلب الشبح من هاملت الانتقام من الملك الجديد.
يفكر هاملت مليًا في أمر تصديق الشبح. وفي مناجاته لنفسه يلوم نفسه لعدم معارضة الملك، ويتأمل عواقب الانتحار ومنافعه. ويقرر هاملت أن تقوم مجموعة جوالة من الممثلين بتمثيل قصة تشبه قصة مقتل والده أمام كلوديوس، لكي يختبر رد فعل هذا الأخير. وهذا ماحدث بالفعل، حيث يكشف انفعال الملك الشديد عن تورطه في الجريمة. ويفوت هاملت فرصة لقتل كلوديوس وهو يركع لأداء الصلاة.
يقرر بولونيوس، مستشار الملك، أن يسترق السمْع خلال زيارة الأمير لأمه في مخدعها، فيختبئ خلف الستارة. لكن هاملت يحس بوجود شخص خلف الستارة، فيطعنه ويرديه قتيلاً.
يقوم كلوديوس بنفي هاملت إلى إنجلترا عقابًا له على قتل بولونيوس. ويصدر أمرًا سرِّيًا بإعدامه حال وصوله إلى هناك. لكن هاملت يخالف الأوامر ويعود إلى الدنمارك. ويصل إليها في موعد دفن أوفيليا، ابنة بولونيوس، وهي الفتاة التي أحبها، إذ تفقد صوابها إثر موت والدها، فتُغرق نفسها، ويلقي ليارتس، أخو أوفيليا، اللوم على هاملت في مقتل أبيه وأخته، ويوافق على الاشتراك في مكيدة لقتل هاملت، بسيف مسموم في المبارزة. ويطعن ليارتس هاملت، ثم يجرح نفسه بالسلاح المسموم. وفي أثناء مشاهدة المبارزة، تشرب أم هاملت من كأس الخمر المسموم التي أعدها كلوديوس، ليشرب منها هاملت، ثم يقتل هاملت كلوديوس، ويموت هو متأثرًا بجراحه. ويموت في النهاية، كل من هاملت وكلوديوس وليارتس وجرتروود، أم هاملت.
عالج شكسبير حبكة هاملت المعقدة ببراعة فائقة، فقد صور في هذه المسرحية أعظم معرض من الشخوص المسرحية. ويعتبر دور هاملت على وجه التحديد واحدًا من أكبر التحديات في التمثيل المسرحي. فقد ركَّز شكسبير على التناقض العميق في شخصية هاملت العقلاني والمثالي، الحائر بين متطلبات العواطف وشكوك العقل.



عطيل. يحتمل أن تكون مسرحية عطيل عرضت للمرة الأولى عام 1604م، ونشرت لأول مرة عام 1622م.
يمضي عطيل ـ وهو رجل "مغربي" أسود اللون نبيل الخُلق ـ معظم حياته في خدمة جيش البندقية، ويترقى من رتبة جندي حتى يصبح قائدًا له. يتزوج عطيل من فتاة جميلة من البندقية، تصغره سنًا بكثير اسمها ديدمونة.
وسرعان ما يتوجه عُطيل وبرفقته زوجته إلى قبرص بناء على أمر عسكري. وهناك يقرر إياجوـ وهو رجل شرير يقوم على مساعدة عُطيل ـ تدمير سيِّده عن طريق إقناعه بأن زوجته تخونه مع الملازم كاسيو.
ينجح إياجو بسرعة في إقناع عُطيل بخيانة زوجته. ويعزى نجاحه هذا إلى فقدان عُطيل الثقة بنفسه، بسبب لون بشرته، وكبر سنه، وسذاجته. ويقوم عطيل بقتل ديدمونة نتيجة للغيرة الشديدة التي كثيراً ما أثارها إياجو لديه. وعندما يكتشف عطيل المكيدة التي وقع ضحيتها، يطعن نفسه ويموت.
تعد مسرحية عطيل أكثر مآسي شكسبير وضوحًَا ،لأن أحداثها سريعة الإيقاع، ولغتها بسيطة واضحة كبساطة شخصية عطيل ووضوحها، وتتشابه هذه المأساة مع روميو وجولييت من حيث أن كلتيهما لا تبدي اهتمامًا بالشؤون العامة وشؤون البلاط. وبدلاً من ذلك، فإن مسرحية عطيل تعالج توترات الإنسان الشخصية، فهي تجمع بين مشاعر الحب والكراهية، وبين الغيرة والنزق.
الملك لير. يرجَّح أن مسرحية الملك لير عرضت لأول مرة عام 1605م ونشرت للمرة الأولى عام 1608م.
تدور أحداث هذه المسرحية حول الملك العجوز لير، أحد ملوك بريطانيا القديمة. يستعد الملك لير لتقسيم مملكته بين بناته الثلاث: ريجان، وجونريل، وكورديليا. لكنه يستشيط غضبًا عند رفض الأخيرة التودد إليه من أجل الحصول على حصتها من المملكة، فيقوم بحرمانها من الميراث، وينفي أيضًا مستشاره المخلص كنت، بسبب موقفه المؤيد لها.
وسرعان ما تبدي ريجان وجونريل جحودهما للملك، حيث تحرمانه من خدمه، وتجبرانه في النهاية على قضاء ليلة في العراء في جو عاصف، لا يرافقه غير مُهرِّجه، الذي يدعى في المسرحية البهلول. ويفقد لير صوابه، بل يصاب بالجنون ويدرك الأخطاء الفاحشة التي ارتكبها. تعود كورديليا التي عاشت في فرنسا إلى وطنها لتجد أن والدها قد أصيب بالجنون، لكنه يعود إلى صوابه ويتعرف عليها. وتحشد أختاها الشريرتان جيشًا يقبض على لير وكورديليا، وتحكمان على الأخيرة بالموت. وفي تلك الأثناء تقوم جونريل بدس السم لأختها ريجان إثر شجار بينهما على رجل تتنافسان في حبه، ومن ثم تقتل جونريل نفسها. وفي نهاية المطاف، يعود الاستقرار إلى المملكة، لكن لير يموت في النهاية حسرة على كورديليا.
وينسج شكسبير ببراعة حبكة ثانوية مع قصة لير وبناته. وفي هذه الحبكة يرتكب جلوستر، وهو أحد رجالات بلاط الملك لير، حماقة عندما يطرد ابنه الأمين المخلص إدجار، في حين يضع ثقته في ابنه الشرير، إدموند. وسرعان ما يغدر إدموند بأبيه، الذي تفقأ عيناه على يد زوج ريجان.
يعثر إدجار على والده الضرير ويواسيه، مما يقود جلوستر إلى الندم على ما ارتكب من أخطاء، وبخاصة تلك التي تتعلق بعدم تعاطفه مع من هم أقل منه حظًا. وأخيرًا يموت جلوستر.
أبدع شكسبير في فنون التشخيص التي استخدمها في هذه المسرحية التي تعد من أفضل مسرحياته. فالشخوص تدرك الأخطاء التي ترتكبها، مما يعكس مدى التفاؤل الذي يبديه شكسبير. لكن هذا الإدراك للأخطاء يأتي في مرحلة متأخرة يصعب معها تجنب الدمار الذي يلحق بهم وبمن حولهم. وتشكل هذه الحقيقة المحور المركزي لنظرة شكسبير التشاؤمية البشرية.
مَاكْبِث. يُعْتَقَد أن هذه المسرحية عُرِضَت لأول مرة عام 1606م، ونشرت للمرة الأولى عام 1623م.
تدور أحداث هذه المسرحية في أسكتلندا، عندما يلتقي القائد النبيل ماكبث بثلاث ساحرات لدى عودته من الحرب، وهو برفقة صديقه بانكو، فتنبَّأن له بأنه سيكون بارون مقاطعة كودر، ثم ملك أسكتلندا. تلقى أفكار الساحرات استحسانًا لدى ماكبث، الذي ما يفتأ يطمح في الوصول إلى العرش، وحينما تتحقق النبوءة الأولى، يتطلع إلى تحقيق النبوءة الثانية. ويقوم ماكبث بتشجيع من زوجته بقتل ضيفه الملك دنكن، ثم يستولي على العرش الأسكتلندي.
لكن ماكبث لا يشعر بعدها بالاستقرار، حيث يهرب أبناء دنكن إلى إنجلترا لطلب العون على ماكبث. وبالإضافة إلى ذلك فإنه يأمر بقتل صديقه بانكو وابنه فلينس، بسبب تنبؤ الساحرات، الذي فحواه أن ذريّة بانكو ستصبح ملوكًا. كما يأمر بقتل زوجة مكدف وابنه، بعد لجوئه إلى بريطانيا إثر مقتل دنكن. ومن ثم فإن مكدف يشكل جيشًا للقضاء على ماكبث. تتحول زوجة ماكبث إلى امرأة تسير وهي نائمة بسبب عذاب الضمير الذي أثقل كاهلها من الجرائم التي فتكت بها هي وزوجها، وأدت إلى موتها في نهاية المطاف. في نهاية المسرحية يقتل ماكبث على يد مكدف خلال المعركة بين الطرفين، وينصب مالكوم، ابن الملك القتيل دنكن، ملكًا على أسكتلندا.
كتب شكسبير مسرحية ماكبث عن ضمير الإنسان، إذ يتحول ماكبث في غمرة الأحداث من إنسان يتحلّى بشعور أخلاقي قوي، وإن لم يكن كاملاً، إلى رجل لا يردعه رادع عن الحصول على مايصبو إليه، حتى إذا اقتربت المسرحية من نهايتها، نجد أن ماكبث قد فقد ضميره ومشاعره. ومن جهة أخرى، فإن زوجة ماكبث تحرِّض على الجرائم في بداية الأمر، لكنها تواجه صحوة الضمير عندما يعاني ماكبث من موت ضميره. يضفي شكسبير على المسرحية الكثير من شعره بالإضافة إلى مايبديه من تبصر بالنفس الإنسانية. ويظهر جليًا أيضًا المرح السوداوي، الذي يعمل على تعميق الحس بالفعل المأساوي في المسرحية.
أنطونيو وكليوباترا. يحتمل أن تكون هذه المسرحية عرضت للمرة الأولى عام 1607م، ونُشِرَت لأول مرة عام 1623م.
يقتسم مارك أنطونيو في هذه المسرحية حكم الإمبراطورية الرومانية مع أكتافيوس وليبيدوس. يعيش أنطونيو في مصر، وهي إحدى البلدان التي كانت تتبع التاج الروماني، ويتخذ من كليوباترا، ملكة مصر، عشيقة له. لكنه يضطر إلى ترك حياة اللهو التي يعيشها ويخرج عائدًا إلى روما، بسبب موت زوجته، وبسبب تطور الاضطرابات السياسية فيها. ولدى عودته إلى روما يتزوج أنطونيو من أكتافيا، شقيقة أكتافيوس ، لأسباب سياسية، لكنه سرعان ما يعود إلى عشيقته في مصر، مما يدعو أكتافيوس إلى إعلان الحرب عليه.
يتخذ أنطونيو قرارًا غير حكيم بدخول حرب بحرية ضد أكتافيوس، ويغدر به أسطول كليوباترا، مما يضطر أنطونيو إلى الهرب مع عشيقته، وعندها تتخلى عنه كليوباترا. وفي معركة بَحْرّية ثانية، يدرك أنطونيو أنه خسر كل شيء. وتوهم كليوباترا أنطونيو بأنها ماتت، فيقوم هو بطعن نفسه، لكنه عندما يدرك أنها ما زالت على قيد الحياة، يعود إليها ويموت بين يديها. ترتدي كليوباترا ملابسها الملكية، وتموت إثر لدغة أفعى سامة تضعها في صدرها.
يُعدّ الشعر الرائع في مسرحية أنطونيو وكليوباترا من أكثر خصائص هذه المأساة تميّزًا، حيث إن استخدام شكسبير للشعر يكشف عن شخصيتي أنطونيو وكليوباترا من كافة النواحي. فهما من ناحية، مجرد شخصين أجهدتهما حياة الترف والملذات، ومن ناحية أخرى،هما شخصان مأساويان يضحيان بالملْك من أجل حبهما، لذا فإن شكسبير يسخر من حماقتهما من ناحية، ويتعاطف مع مأساتهما، ويُكْبر نبلهما الشخصي، من ناحية أخرى.

المرحلة الرابعة (1609-1613م). كتب شكسبير أربع مسرحيات في هذه المرحلة؛ منها ثلاث مسرحيات ساخرة، وواحدة تاريخية، ويطلق معظم النقاد على هذه الكوميديا،المسرحيات الساخرة الثلاث إضافة إلى مسرحية بيركليس، اسم المسرحيات العاطفية ـ ولربما كتب شكسبير المسرحية التاريخية هنري الثامن بالتعاون مع جون فلتشر.
تتصف المسرحيات الخيالية (الرومانسية) بدقّة البنية المسرحية ورقّة الشعر. لكن تلك المسرحيات تبتعد عن الحياة الواقعية خلاف روائع شكسبير التي تعود إلى المرحلة الثالثة. ولا يوجد اتفاق بين النقاد على سبب هذا التغير في كتابات شكسبير، فمنهم من يدعي أن الكاتب كان بعيد النظر فيما مضى من أيامه، ويلقي بنظرة فلسفية متفحصة على ما أنجز، بينما يذهب آخرون إلى الاعتقاد أن شكسبير كتب المسرحيات الخيالية (الرومانسية) لتناسب ذوق الجمهور في تلك الحقبة، فهم يشعرون بأنها تعكس شهرة ذاك النوع من المسرحيات التي تجمع عنصري الجدّ والهزل في آن معًا. ومن المرجح أن هذه المسرحيات تبين التغير الذي طرأ على نظرة شكسبير إلى الحياة ومحاولته مجاراة الذوق الذي ساد في تلك الفترة.
سيمبلين. يحتمل أن تكون هذه المسرحية الخيالية (الرومانسية) عرضت عام 1609م ونشرت للمرة الأولى عام 1623م.
تدور أحداث المسرحية حول سيمبلين، ملك بريطانيا، الذي يستشيط غضبًا ، بسبب زواج ابنته إموجن من شاب فقير اسمه بوستمس، فيقوم سيمبلين بنفيه. يراهن إياكيمو، وهو شخص غادِر، بوستمس على أن زوجته إموجن فتاة خائنة. ويحاول إياكيمو أن يضاجعها دون جدوى. غير أنه يوهم بوستمس بأنه نجح في تحقيق ذلك. ويأمر بوستمس بقتل زوجته، لكنها تهرب متنكرة في زي خادم في البلاط، ويلتئم شمل الزوجين بعد سلسلة من المغامرات، بينما يصيب الندم إياكيمو فيعترف بحيله الشريرة.
رسم شكسبير شخوص مسرحية سيمبلين بمهارة فائقة، وربما تكون إموجن من أكثر شخوص شكسبير النسائية المهمة جاذبية. وتتميز هذه المسرحية بحبكة مأساوية عنيفة مفعمة بالحياة، وتقارب الحبْكة عالم المأساة، لكنها لا تصل إلى مستواها المأساوي.
العاصفة. يحتمل أن تكون هذه المسرحية الرومانسية قد عرضت على خشبة المسرح للمرة الأولى عام 1611م، ونشرت لأول مرة عام 1623م.
تدور أحداث هذه المسرحية حول الساحر بروسبيرو، دوق ميلانو، الذي أُبعد ظلمًا من دوقيته ، ليعيش مع ابنته ميراندا في جزيرة مسحورة نائية. يقوم على خدمة بروسبيرو في هذه الجزيرة كائن أثيري يُدعى إيريل ومخلوق متوحش يدعى كاليبان.
يستخدم بروسبيرو مهارته في السحر ليثير عاصفة تتسبب في تحطم سفينة تحمل على ظهرها خصومه السابقين وتجيء بها إلى جزيرته، وتحمل السفينة أيضًا الأمير فيردناند الذي تحبه ميراندا من النظرة الأولى. كما يقرب بروسبيرو بين فيردناند وميراندا، ويحبط مؤامرات يحوكها خصومه ضده ، من خلال مهارته في استخدام فنون السحر.
ويقرر بروسبيرو الإقلاع عن ممارسة السحر والعودة إلى دوقيته في ميلانو حيث يرتّب زواج فيردناند وميراندا.
تحكي مسرحية العاصفة، كما هو الحال في مسرحيتي سيمبلين وحكاية الشتاء، قصة نسيان آلام الماضي والبدء بحياة جديدة لدى الشخوص المسرحية. وتجتمع في هذه المسرحية عناصر تتضمن المناظر، والأغاني، والرقص، والقصة الغرامية، والشعر الجميل إضافة إلى المرح الوافر.

قصائد شكسبير

كتب شكسبير قصيدتين مطولتين هما: فينوس وأدونيس؛ واغتصاب لوكريس. وكلتاهما قصيدتان قصصيّتان. ونظم مجموعة شعرية تضم نحو 154 سوناتة، وله أيضًا قصيدة بعنوان العنقاء والسلحفاة.

أسلوب شكسبير. كان شكسبير وغيره من الكتاب الإليزابيثيين يعتبرون اللغة الإنجليزية حية متغيرة، ولم يعدّوها ثابتة ضمن قواعد صحيحة غير قابلة للكسر. وتصرّف شكسبير بحرية في تراكيب الجمل والمفردات، لخلق تأثيرات معينة، كما استخدم العديد من الأدوات الأدبية لعرض المعلومات والأفكار في قالب مسرحي مثير. ولكن أسلوبه ربما امتاز باستخدامه البارع للغة في خلق صورة حية ، تنطبع في الذاكرة. لقد ساعد أسلوب شكسبير في صياغة اللغة في جميع البلدان الناطقة بالإنجليزية، ويمكن ملاحظة هذا التأثير مباشرة من خلال كتاباته، كما يظهر من خلال الاهتمام الذي أثارته أعماله في أدب العصر الإليزابيثي عمومًا . واتخذ العديد من الكتاب المتأخرين ـ ممن يستخدمون الإنجليزية في كتاباتهم من الأسلوب الإليزابيثي نموذجًا يحتذونه.
ونتيجة لذلك، فإن الكثير من الأدب الإنجليزي والأمريكي يعكس الحماس ذا النزعة الفردية العالمية، الذي امتازت به غالبية الكتابة الإليزابيثية.

الطبعات الحديثة لأعمال شكسبير. تُظهر طبعات شكسبير في القرن العشرين إدراكًا جليًا للخلفية الاجتماعية والفكرية التي كتب شكسبير لها. فقد استطاع المحرِّرون المحدثون تفسير مقطوعات صعبة وحل إشكالات نصية بثقة أكبر من تلك التي عالج بها المحررون السابقون تلك الموضوعات. ومن أبرز الطبعات المتعددة المجلدات طبعة نيو آردن شكسبير (1951-1982م). وفي مطلع الثمانينيات بدأت جامعتا كمبردج وأكسفورد في إصدار طبعات جديدة تظهر آخر ماتوصلت إليه الدراسات النّصيّة التي يدْعمها استخدام الحاسوب. وتوفر طبعات المجموعات الكاملة ذات المجلد الواحد مثل مجموعة بليكان (1969م) وريفرسايد (1974م)، والمجموعة الكاملة لأعمال شكسبير (1980م) التي حررها ديفيد بفنجتون تتضمن نصوصًا موثقة وتعليقات نافعة.






mr.di7ani

:: عضو فعال ::

#2

فرفوشه

:: ضيف شرف ::

#3
ويعطيج العافيه وعسااااااااج على القوه.....

تسلم ايدج ع النقل المميز .......

Anastasia

:: عضو قادم ::

#4
مشكوووووورين على المرووووور الطيب و طول الله عمركم

نسيتكـ بهدوء

:: عضو قادم ::

#5
تسلمين على الموضوع المميز،،

Anastasia

:: عضو قادم ::

#6
يخليك لنا يا الطيبة

عبير الزهور

:: عضو ألماسي ::

#7

Anastasia

:: عضو قادم ::

#8
الله يحفظك خيتو
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع