Close Menu
الساعة الآن 12:20 AM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

إضافة رد

فرفوشه

:: ضيف شرف ::

بحث تحليلي حول أبرز توجهات مناهج المواد الاجتماعية في الدول الأعضاء في مجلس

التعاون الخليجي في ضوء وثيقة الأهداف العامة للتربية والأسس العامة للمناهج في دول

الخليج العربية"

إعداد/ د.عبد الكريم عبد الله الخياط قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية

جامعة الكويت

المصدر/ مجلة رسالة الخليج العربي العدد (92)



ملخص البحث
هدفت الدراسة إلى تحديد أبرز التوجهات التي تسعي دول الخليج العربية لتحقيقها في المجتمع الخليجي، وكذلك الجهود المبذولة لترجمة أبرز هذه التوجهات في مطبوعات المواد الاجتماعية لدول الخليج العربية.
ولتحقيق ذلك اعتمد الباحث في الإطار النظري على تحديد أبرز التوجهات الخليجية من واقع الدراسات والوثائق التربوية، وقد تم بناء قائمة تشمل التوجهات الرئيسة للتطوير في المجتمع الخليجي، وهي التوجهات المتعلقة بالدين الإسلامي والانتماء العربي وحاجات الفرد والمجتمع الخليجي وحاجات العصر والمتطلبات التربوية.
وقد اختار الباحث طريقة تحليل المحتوى كأداة للتحقق من مدى التزام مناهج المواد الاجتماعية لدول الخليج العربية للتوجهات المنشودة، وبعد التأكد من صدق وثبات الأداة تم تحليل محتوى كتب المواد الاجتماعية لدول الخليج العربية وهي: (دولة الإمارات العربية المتحدة، مملكة البحرين، دولة الكويت، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، دولة قطر). وقد توصلت الدراسة لأبرز وأهم الجوانب التي أكدت عليها مناهج المواد الاجتماعية عمليا ونظريا، وكذلك أهم مواطن القصور التي برزت في معالجة هذه التوجهات، وقد تم اقتراح التوصيات المرغوبة لتدعيم التوجهات الخليجية لمناهج المواد الاجتماعية بالمراحل الدراسية المختلفة والتي تسهم في تحقيق الغايات المنشودة منها.

مقدمة:
إن التربية أداة العصر في البناء الإنساني، وحجر الزاوية في التكوين الاجتماعي، وأداة المجتمع في صنع مستقبله، وبقدر ما تقدم التربية من وسائل في صنع الإنسان تكون نوعية المجتمع وفعاليته، والمنهج المدرسي الذي يشكل الإطار الكلي للعملية التعليميـة هو أداة التربية في تحقيق أهدافها، والوصول بالفرد والمجتمع إلى أقصى درجاته من النمو والتغير والتقدم.
ولقد بذلت دول الخليج العربية العديد من الجهود، لمواكبة التطورات الحديثة، والإسهام بوضع خطط علمية وعملية لبناء الإنسان الخليجي وذلك من خلال وزارات التربية والتعليـم في كل دولة وأيضا من خلال جهود مكتب التربية العربي لدول الخليج والذي يمثل النموذج العملي والواقعي لمفهوم التعاون بين دول الخليج العربية وذلك في المجال التربوي. وقد حظيت الأهداف العامة للتربية والمناهج على وجه الخصوص باهتمام مبكر وتواصل من قبل المعنيين بالشأن التربوي في الدول الأعضاء حيث مثلت باكورة مسيرة العمل التربوي ونقطة انطلاقها الأولى عندما أصدر أصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم في دول الخليج العربية في الدورة العادية الأولى للمؤتمر العام (الرياض، المملكة العربية السعودية، 15-18 شوال 1395هـ 20-23 أكتوبر 1975) أول قرار للمؤتمر العام الذي دعا إلى العمل على توحيد أهداف التعليم العامة للمناهج في الدول الأعضاء. (وثيقة الأهداف، 2003؛ وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي، 2000).

وإذا كانت مسيرة التعاون في مجال التعليم بين الدول الأعضاء قد بلغت مراحل متقدمة في مختلف المجالات، فإن بناء المناهج الدراسية وتطويرها كان على الدوام يمثل قطب الرحى لهذه المسيرة، فقد تم تنفيذ عدد من السياسات والبرامج لتوحيد المناهج وتطويرها خاصة في مجال العلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية واللغة العربية، بحيث تعمل على توثيق الصلات والربط بين مواطني دول مجلس التعاون وتعزيز الانتماء إليه.
وتعد مناهج المواد الاجتماعية بحكم طبيعتها أهم المواد الدراسية التصاقا بالأهداف الوطنية وأكثرها قربا فيما يتعلق بالمجتمع الخليجي من حيث واقعه وآماله وتطلعاته وماضيه وحاضره ومستقبله، ولذلك فهي من أهـم المواد الدراسية في مجال بناء الإنسان الخليجي، فإن كانت المواد الدراسية كلها تعمل على تحقيق الأهداف العامة للتربية بدول الخليج العربية، إلا أن المواد الاجتماعية بحكم طبيعتها والموضوعـات التي تتناولها ونواحي النشاط المصاحب لها تقوم بدور متميز، وتحظى بأهمية خاصة في تحقيق الأهداف العامة للتربية بدول الخليج العربية، ذلك أن الهدف الأساس لمنهج المواد الاجتماعية يتصل اتصالا مباشرا بتنمية الروح الوطنية والانتماء المحلي والخليجي والعربي والإسلامي والإنساني لدى التلاميذ ذلك أن تنمية الروح الوطنية تعد الوظيفة الأساسية للمواد الاجتماعية (اللقاني و أبو سنينه، 1999: 23؛ اللقاني ورضوان، 1986). وإذا كان منهج المواد الاجتماعية هو الوسيلة لتحقيق هذه الأهداف فإنه لا بد أن يكون منهجا متطورا ومتجددا يحقق التوجهات الرئيسة التي يتطلع إليها قادة وأبناء دول الخليج العربية والذي يمثل واقع وآمال وماضي ومستقبل دول مجلس التعاون الخليجي.

مشكلة البحث:
لما كانت المناهج هي الوسيلة المباشرة والفعالة لبناء الإنسان الخليجي كغاية من الغايات المنشودة لدى المجتمع الخليجي فإنه لا بد من التساؤل عن أبرز التوجهات الرئيسة لدى دول الخليج العربية في مجال الأهداف العامة للتربية في دول الخليج العربية، وعن مدى ما بذل من جهود لترجمة هذه التوجهات إلى مستويات في مناهج المواد الاجتماعية وبجميع مراحل التعليم العام لدول الخليج العربية، وبعبارة أخرى، هل يتحقق في مطبوعات مناهج المواد الاجتماعية لدول الخليج العربية التوجهات المرغوبة والغايات المنشودة كما هي مقررة في الوثائق التربوية الرسمية والأدبيات؟ وما الجهود التي تمت لنقلها من مستوى التوجهات المنشودة في النظام التربوي من خلال مناهج المواد الاجتماعية بدول الخليج العربية؟.

أغراض البحث:
1- تحديد أبرز التوجهات التي تسعى دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيقها في المجتمع الخليجي وذلك من واقع الوثائق الصادرة عن المؤسسات التربوية بالدول الأعضاء (وقد تم تحديدها في الإطار النظري).
2- التحقق من الجهود المبذولة لإبراز هذه التوجهات في مطبوعات مناهج المواد الاجتماعية لدول الخليج العربية.
3- اقتراح التوجهات والاتجاهات المرغوبة لتدعيم التوجهات الخليجية لمناهج المواد الاجتماعية بالمراحل الدراسية المختلفة والتي تسهم في تحقيق الغايات المنشودة فيها.

أهمية البحث:
تمثل المناهج المدرسية الإطار الكلي للعملية التربوية وهي أداة التربية في تحقيق أهدافها، ويتفق المهتمون بالتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي على أهمية المنهج في تحقيق أهداف وتوجهات دول الخليج العربية نحو مستقبل أفضل (وثيقة صيغة موحدة لأهداف المناهج، 1985)، ذلك أننا نعيش في مجتمع خليجي متغير، يؤكد لنا الحاجة إلى العناية بتطوير مناهجنا لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة ومتطلبات العصر، وكذلك الالتزام بالأصالة والهوية العربية والإسلامية، وتحقيق الهوية الخليجية، ومواكبة الانتماء الخليجي لقضايا الوقت الحاضر والتخطيط للمستقبل.
وتعد هذه الدراسة محاولة لتحديد أبرز التوجهات في مجال مناهج المواد الاجتماعية في ضوء وثيقة الأهداف العامة للتربية بدول الخليج العربية والوثائق الصادرة عن المؤسسات التربوية بالدول الأعضاء. ويمكن الاستفادة من نتائج هذا البحث في المجالات التالية:
أ- عند إعادة النظر في التوجهات الخليجية للدول الأعضاء في مجلس التعاون.
ب- عند إعادة النظر في بناء مناهج المواد الاجتماعية فـي مراحل التعليم العــام بدول الخليج العربية (الأهداف والمحتوى).
ج- عند تأليف كتب المواد الاجتماعية بدول الخليج العربية.

الإطار النظري للبحث:
لكي يحقق منهج المواد الاجتماعية بدول الخليج العربية الغاية المنشودة منه، فإنه لا بد أن يكون منهجا متطورا ومتجددا ويحقق الانتماء الخليجي والعربي والإسلامي، كما يقوم على الأسس والتوجهات التي تحددها الوثائق والأهداف العامة للتربية والإستراتيجيات التربوية في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تشتمل على مبادئنا وقيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة، ويستوعب كل جديد ومعاصر يساير هذه المبادئ، وهو ما يعبر عنه بالمواءمة بين الأصالة العربية الإسلامية ومتطلبات العصر والاتجاهات الحديثة ومتطلبات العولمه، ولعل هذا ما يدعونا إلى التعرض في الإطار النظري لتحديد أهم التوجهات الرئيسة لمجالات التطوير في المجتمع الخليجي (السياسة التربوية) متمثلة في توجهات المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، وملاحظات الدول الأعضاء على وثيقة الأهداف العامة للتربية بدول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك ملاحظات الدول الأعضاء على القدر الخليجي المشترك في مجال الاجتماعيات، وما تضمنته وثيقة الأهداف العامة بدول مجلس التعاون بصورتها الأخيرة والنهائية، وما تضمنته وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي من أولويات وغيرها من الوثائق.
ولقد استرشد الباحث في تحديد التوجهات الرئيسة لمناهج المواد الاجتماعية بالوثائق السابقة وبالأخص وثيقة الأهداف العامة للتربية في الدول الأعضاء لمكتب التربية العربي لدول الخليج والتي حددت التوجهات والمنطلقات الرئيسة لعملية تطوير التربية في الدول الأعضاء كالتالي:
- التوافق الديمقراطي بين الدول الأعضاء.
- الاستقلال الذاتي للمؤسسات التعليمية.
- التربية رصيد المجتمع كله.
- التوافق بين التشريعات الوطنية والاتفاقات الدولية.
- الربط بين السياسات التربوية والتنموية.
- الجمع بين ثقافة عامة والتعمق في التخصص.
- المحافظة على القيم الروحية والمبادئ الإسلامية.
- الوعي بمتطلبات الأمن القومي.
- الانفتاح على ثقافة الآخرين.
- الأخذ بالمعطيات الإيجابية للتكنولوجيا.
- وجود آلية للمتابعة والمحاسبة وجودة النتائج.
- الحفاظ على لغتنا العربية والهوية الثقافية (وثيقة الأهداف، 2003).


واستناداً إلى التوجهات الرئيسة للتربية في الدول الأعضاء كما حددتها الوثيقة السابقة، وعلى ما جاء في الدراسات التربوية في مجالي المناهج وطرق التدريس، فقد جاءت التوجهات على النحو التالي:-
أولا: أبرز التوجهات المتعلقة بالدين الإسلامي والانتماء العربي:
من أهم التوجهات والسمات التي يولى أصحاب الجلالة والسمو قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وما تؤكده الوثائق التربوية الأخرى وتوليه جل اهتمامها وعنايتها هو بناء الإنسان الخليجي على أسس من الإيمان بالعقيدة الدينية السليمة، والفهم الصحيح للدين الإسلامي على اعتبار أن الإيمان من أهم لوازم الحياة، ومصدر القوة والاطمئنان للنفس البشرية، كما تقوم التربية الدينية بدور بالغ الأهمية في حماية المجتمع والإنسان من كثير من جوانب الانحرافات السلوكية، وكذلك فإن الإسلام يمثل جانب التراث الحضاري للأمة، وهو طاقة دافعة للإنجاز نحو التقدم والحضارة والمعرفة ونبذ التعصب والتفرقة والتطرف، بالإضافة إلى ذلك فإن من أهم التوجهات المرغوبة لتطوير مجتمعنا الخليجي التركيز على القضايا المتعلقة بالانتماء العربي والهوية العربية، حيث يشكل المجتمع الخليجي جزءًا لا يتجزأ من الأمة العربية. لذا فقد برزت توجهات الوثائق التربوية والسياسية نحو المحافظة على الانتماء العربي متمثلا في اللغة العربية والتراث الحضاري العربي والمشاركة في القضايا العربية وبالأخص قضية القدس، ومتطلبات الأمن العربي، والتنمية والتطوير للوطن العربي الكبير.

وقد جاءت أبرز التوجهات المتعلقة بالدين الإسلامي والانتماء العربي كالآتي:
1- تنمية الفهم الصحيح للإسلام.
2- تنمية القيم الروحية والمبادئ الإسلامية.
3- المحافظة على التراث الحضاري العربي والإسلامي.
4- المحافظة على اللغة العربية.
5- تنمية الشعور بالهوية العربية.
6- الوعي بمتطلبات الأمن القومي والقضايا العربية. (اللقاني وفارعه حسن، 2001؛ مجاور والديب، 1977؛ عطا، 2002).

فرفوشه

:: ضيف شرف ::

#2
أما بالنسبة لأبرز التوجهات في مناهج الدراسات الاجتماعية العمانية، فقد سعت وزارة التربية والتعليم إلى إبراز أهم التوجهات التي تتلاءم والمجتمعات المعاصرة مراعية بذلك خصوصية المجتمع وهويته الثقافية حيث ركزت في بعض الوحدات على البيئة المحلية العمانية من مثل الموارد الطبيعية وأعلام عمان والظواهر البشرية، وهذا يلي التوجهات الاجتماعية والوطنية، أما بالنسبة للتوجه الإسلامي والعربي، فقد برز بشكل واضح في الصف الخامس، أما بالنسبة للتوجه المعاصر، فقد تم تعرف العالم من خلال الجغرافيا بالدرجة الأولى، وإن كان يؤيد الانفتاح على العالم ويأخذ صورة تقديم المعلومات فقط دون المناقشة في أساليب الحياة وتوصيف المعلومات لتنمية التفكير ومهاراته، أما بالنسبة للبعد التربوي، فقد اتسم منهج الدراسات الاجتماعية بتبني مفهوم تكامل المعرفة، ففي الاجتماعيات حيث كل صف دراسي ركز على عدة جوانب من المعرفة التاريخية والجغرافية والاجتماعية، وبشكل عام فإن منهج الدراسات الاجتماعية العمانية حتى الصف السابع اتسم بالتركيز على الانتماء المحلي العماني، وعلى التاريخ العربي والإسلامي والإنساني العالمي، ولم يكن هناك بروز للانتماء الخليجي، مما يؤكد ضرورة إبراز هذا الانتماء في المناهج العمانية في مادة الاجتماعيات وبالأخص القدر الخليجي المشترك، أما بالنسبة للتوجه الفردي، فقد جاء ذلك واضحا في الصف الخامس حول مفاهيم وطنية واجتماعية (حقوق المواطن وواجباته) الصدق والأمانة، إدارة الوقت واحترام العمل).

دولة قطر:
قامت إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم بدولة قطر بتطوير مناهجها لتواكب النهضة التي حدثت بالبلاد، وقد قسمت مناهج المواد الاجتماعية إلى عدة مستويات بدأت من الصف الثالث الابتدائي حول مفاهيم الأسرة والبيئة ومؤسساتها والطبيعة بشكل عام، ثم انتقلت في الصف الرابع الابتدائي إلى الظواهر الطبيعية، ونشأة دولة قطر، والمؤسسات العامة والسكان، أما الصف الخامس، فقد تم التركيز فيه على مجلس التعاون الخليجي، وأصول السكان فيه وتاريخ العرب قبل الإسلام والخلفاء الراشدين، أما الصف السادس، فكان للوطن العربي وحضارته وسكانه وموارده وقضاياه، أما بالنسبة للمرحلة الإعدادية، فقد احتوت في الصف الأول الإعدادي على التعريف بالمجتمع القطري، وفي الصف الثاني خصص الكتاب لدراسة الوطن العربي بنظرة تكاملية، وفي الصف الثالث الإعدادي وانطلاقا مع الأهداف التعليمية العامة في دولة قطر والأهداف الخاصة بالدراسات الاجتماعية وتمشيا مع متطلبات العصر الذي يتسم بالانفجار المعرفي وسرعة التغيير والتطور، فقد خصص هذا الكتاب لدراسة العالم بطريقة تكاملية (من جميع النواحي)، أما بالنسبة للمرحلة الثانوية، فقد تم التركيز على مبادئ الجغرافيا العامة وتاريخ الحضارات القديمة في الجزيرة العربية، أما بالنسبة للصف الثاني الثانوي وما بعده، فقد تم التركيز على التاريخ والجغرافيا بشكل عام بما في ذلك الوطن العربي والعالم الإسلامي وكذلك لضرورة التخصص في القسم العلمي، ثم إضافة المجتمع العربي كمادة علمية وعلم الاجتماع وجغرافية وتاريخ الوطن العربي المعاصر.
أما بالنسبة لمراعاة التوجهات المختلفة، ففي المرحلة الابتدائية تم إبراز التوجهات المحلية الاجتماعية والفردية للمجتمع والإنسان القطري، وربط ذلك بالتوجه الخليجي وخاصة في الصف الخامس، والتوجه العربي الإسلامي في الصف السادس، ولم يتم في هذه المرحلة التركيز على التوجه العالمي، ولكنه بدأ يبرز في المرحلة الإعدادية حيث تم التركيز على التوجه الوطني والخليجي والعربي الإسلامي بالإضافة إلى التوجه العالمي، أما المرحلة الثانوية، فقد برز فيها الاتجاه نحو التخصص والاتجاه العلمي البحت وإن كان بطريقة تقليدية في كثير من القضايا الجدلية فيما عدا قضايا الأصالة، والتجديد في مقرر المجتمع العربي وهجرة العقول العربية وسبل تدعيم الوحدة العربية في المجتمع العربي، وبعض القضايا العربية في الجغرافيا كالتصحر وغيره.



خلاصة نتائج التحليل:
تتداخل عوامل التغيير في جميع مناحي المسيرة الإنسانية بعامة وفي مسيرة العملية التعليمية بخاصة، ولئن كان لكل مادة تعليمية أهميتها ودورها، ووظيفتها في تحقيق الفلسفة والتوجهات المتبناة في المجتمع الخليجي، وفي تكوين عقلية الإنسان الخليجي وبناء شخصيته، فإن مادة الاجتماعيات تعد من أكثر المواد التعليمية تأثيرا في عقلية المتعلم ونفسيته وفي بناء شخصيته، ومن أهم المواد الدراسية إبرازا للتوجهات المنشودة من قبل قادة ومسئولي التربية في دول الخليج العربية وخاصة فيما يتعلق بالانتماء الوطني والخليجي والإسلامي والإنساني. ولقد أولت وزارات التربية والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي هذه المادة منذ البداية الاهتمام المناسب ورعت عمليات تجديدها وتطويرها وبخاصة في توظيف مناهج المواد الاجتماعية لخدمة أبرز التوجهات المرغوبة في دول الخليج العربية.
وتلبية لأغراض هذه الدراسة، فقد اشتملت على مراجعة الوثائق التربوية ومن ثم طورت قائمة حصر لأبرز التوجهات العامة لدول الخليج العربية وتمت مقارنتها بما في أهداف وكتب ومطبوعات المواد الاجتماعية لدول الخليج العربية بغرض الوقوف على مدى ترجمة هذه المناهج لأبرز التوجهات المرغوبة في المراحل الثلاث من التعليم العام (الابتدائي، الإعدادي، الثانوي)، كما اشتمل التحليل على الأهداف العامة التي يتوقع أن تحققها هذه المناهج في جميع التوجهات بالإضافة إلى المهارات التربوية الخاصة بمناهج المواد الاجتماعية وبالتكامل فيما بينها.
وقد خلصت الدراسة إلى أن مناهج المواد الاجتماعية في دول الخليج العربية قد أكدت عمليًّا ونظريًّا على الجوانب الإيجابية التالية:
1- الاهتمام بإبراز التوجه المحلي والوطني في كتبها ومن ثم التوجه الخليجي.
2- الاهتمام بإبراز التوجه العربي والإسلامي بدرجات متفاوتة.
3- الالتزام بالقدر الخليجي المشترك وإسكان الموضوعات في موقعها المناسب بالنسبة لكل مرحلة ما أمكن.
4- تحقيق الانفتاح على الثقافات الأخرى وتحقيق البعد العالمي.
5- تحقيق التكامل بين فروع المعرفة في المادة العلمية.
6- إعطاء التوجه الإسلامي والعربي والقضايا العالمية والعربية والإسلامية أهمية خاصة في المناقشة والحوار.
7- التركيز على تحقيق الاحتياجات الفردية للمواطن الخليجي وتنمية الوعي لديه بحقوقه وواجباته وتنمية مهارات الحياة لديه.
8- إدخال موضوعات مهمة في معالجة القضايا المحلية والخليجية والعربية والإسلامية.


أما بالنسبة لمواطن القصور التي برزت في معالجة أبرز التوجهات لمناهج المواد الاجتماعية بدول الخليج العربية، فقد كانت كالآتي:
1- عدم التوازن في درجة التركيز على المواضيع المحلية الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية، حيث يتم التركيز في بعض المناهج على القضايا الوطنية أكثر من الأخرى، والقضايا الإسلامية في بعضها الآخر.
2- خلو مناهج المواد الاجتماعية من موضوعات تنمى المهارات الحياتية، وتثري النقاش (الديمقراطي) وتنمى التفكير الناقد، وإنما جاءت بصورة عرض للمعلومات والطرح التقليدي للمادة العلمية.
3- عدم تشجيع الانفتاح على الحضارات الأخرى وبالأخص الحضارة الغربية، ولا تزال النظرة إليها لارتباطها بالاستعمار الأجنبي وعدم التركيز على مفاهيم العولمة والروابط الإنسانية.
4- عدم التوحيد في البدء بتدريس مناهج المواد الاجتماعية، فبعضهم يبدأ منذ المرحلة الابتدائية في الصف الأول وبعضهم الآخر يبدأ منذ الصف الثالث أو الرابع.
5- عدم إبراز القدر الخليجي المشترك بصورة واضحة حيث إن تسكين المادة العلمية جاء بصورة اختيارية، مما قد يؤدى إلى إهمالها.


أما بالنسبة لمقارنة نتائج تحليل المحتوى لأبرز التوجهات في مناهج المواد الاجتماعية بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي:
- بالنسبة للتوجه الوطني المحلي، فقد اشتركت أغلب دول الخليج العربية بالحرص على تنمية هذا الجانب منذ الفترات الأولى للتربية في المرحلة الابتدائية كما هو في مملكة البحرين حيث يدرس منهج الاجتماعيات منذ بداية المرحلة الابتدائية، وسلطنة عمان مما يعطى بعداً اجتماعيًّا وتركيزاً على هذا الجانب.
- أما بالنسبة للتوجه العربي والإسلامي، فقد تفاوتت الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدرجة الاهتمام بهذا البعد حيث برز التوجه الإسلامي في مناهج الاجتماعيات للمملكة العربية السعودية، والتوجه العربي في مناهج البحرين وقطر، أما الإمارات، فقد تم التركيز على التوجه الاجتماعي والتربوي على حساب التوجه العربي والإسلامي.
- أما بالنسبة للتوجه الخليجي، فقد برزت دولة الكويت بالتركيز عليه بشكل ملحوظ، وكذلك التوجه العربي والإسلامي وخاصة حين الربط بين هذا التوجه وما واجهته دولة الكويت من محن ومشاكل في سبيل تحريرها. وهذا يعطى دليلاً واضحاً على أهمية إبراز البعد الخليجي للدول الأعضاء حيث إنه يمثل وحدة الهوية والمصير والتاريخ المشترك.
- أما بالنسبة للبعد التربوي، فتبدو مناهج الاجتماعيات لمملكة البحرين بصورة أكثر تطوراً في التركيز على مهارات العلوم الاجتماعية وتنميتها من خلال الكتب المدرسية والأنشطة المختلفة، وهذا يدعونا إلى ضرورة تطوير أسلوب تأليف الكتب المدرسية في دول الخليج العربية لمواكبة التطور التربوي والعلمي في العالم.
- ويبقى لنا أن نشير هنا إلى إشكالية التعامل مع البعد العالمي والمعاصر حيث الحاجة إلى الانفتاح على الحضارات الأخرى وضرورة التخلص من الإرث التاريخي لبعض المفاهيم المتعلقة بالاستعمار والصراع بين الحضارات، وتكاد تكون أغلب مناهج المواد الاجتماعية في الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تجمع على عدم وضوح الرؤية حول هذا البعد.


أهم التوصيات:
1- إيجاد التوازن في معالجة قضايا الانتماء المحلي والوطني والخليجي والعربي والإسلامي.
2- التركيز على تنمية مهارات التفكير العليا والمهارات الحياتية.
3- معالجة قضايا الانفتاح على العالم وبالأخص الغربي والنظرة الواقعية للتعامل معه.
4- التأكيد على إبراز القدر الخليجي المشترك بصورة واضحة في مناهج المواد الاجتماعية بدول الخليج العربية.
5- التأكيد على أهمية البدء في تدريس مناهج المواد الاجتماعية منذ الصف الأول الابتدائي تحقيقا لأهداف المواد الاجتماعية وأهميتها.



قائمة بأبرز التوجهات لدول مجلس التعاون الخليجي
في ضوء وثيقة الأهداف العامة للتربية والأسس العامة للمناهج
بمكتب التربية العربي لدول الخليج

أولا: أبرز التوجهات المتعلقة بالدين الإسلامي والانتماء العربي:
1- تنمية الفهم الصحيح للإسلام.
2- تنمية القيم الروحية والمبادئ الإسلامية.
3- المحافظة على التراث الحضاري العربي والإسلامي.
4- المحافظة على اللغة العربية.
5- تنمية الشعور بالهوية العربية.
6- الوعي بمتطلبات الأمن القومي والقضايا العربية.

ثانيا: أبرز التوجهات المتعلقة بطبيعة المجتمع الخليجي ومطالب تنميته:
7- تعميق الانتماء الوطني والخليجي.
8- تنمية الحوار الديمقراطي للمجتمع.
9- الوعي بمتطلبات الأمن الوطني والخليجي.
10- تكوين الشخصية الخليجية.
11- تنمية الوعي بالحقوق والواجبات لدى المواطن الخليجي.
12- الإيمان بمبادئ وقيم العدالة الاجتماعية والمساواة.
13- تنمية مفهوم المصلحة العامة، العليا، الوطنية.
14- إدراك السمات والروابط المشتركة بين دول الخليج العربية.
15- تنمية الوعي بإمكانات الدول الخليجية الاقتصادية.
16- تنمية الوعي بالقضايا السياسية والاجتماعية التي تهم المنطقة.
17- الاعتزاز بالتراث الخليجي.

ثالثا: أبرز التوجهات المتعلقة بحاجات الفرد الخليجي ومطالب نموه:
18- العناية بإكساب الأفراد مهارات الحياة.
19- تشجيع الأفراد على تقييم تجاربهم الشخصية.
20- التدريب على النقد والحوار الإيجابي والاستماع للآخرين.
21- ممارسة الحقوق والواجبات.
22- اكتساب الأفراد مهارات المشاركة الديمقراطية وقيمها.
23- تأكيد قيم التعاون والعمل الجماعي.
24- استثمار ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
25- اكتساب سلوك المحافظة على الممتلكات العامة.
26- ممارسة الحرية.
27- العنايـة بإكساب الأفراد مهارات تنظيم الوقت.

رابعا: أبرز التوجهات المتعلقة بخصائص العصر والاتجاهات المستقبلية:
28- الانفتاح الواعي على الثقافات العالمية.
29- التفاعل الإيجابي مع الأمم والحضارات المعاصرة.
30- تهيئة الأفراد لتقبل التغيير للأفضل.
31- تنمية الاتجاه الإيجابي نحو الإسهام بفاعلية في الفكر العالمي.
32- الأخذ بالمعطيات الإيجابية للتكنولوجيا المعاصرة.
33- تحصين الناشئين ضد المؤثرات الحضارية والثقافية الوافدة.
34- تنمية روح التسامح ونبذ العصبية والتعصب والتطرف.

خامسا: أبرز التوجهات المتعلقة بالاتجاهات التربوية:
35- توحيد الأهداف التربوية الخليجية.
36- الالتزام بالقدر الخليجي المشترك.
37- تنمية مهارات التعلم الذاتي.
38- تأكيد القيم العقلية.
39- تنمية مهارات التفكير.
40- التركيز على المهارات الحياتية.
41- التأكيد على تكامل المعرفة.
42- تنمية الاتجاه نحو حب العمل اليدوي والمهني.

ream

:: عضو جديد ::

#3
السلام يعطيكي العافية حبيبتي ابي تحضير وتلخيص لدرس سابع العربي لخليج الحب اليوم ضروضي
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع