Close Menu
الساعة الآن 01:15 PM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

الابحاث وتطوير الذات تاريخ, جغرافيا, علم اجتماع, سياسة, اقتصاد واعمال, علم نفس, قانون

أدوات الموضوع
إضافة رد

Anwar

:: منسق إداري ::

بحث عن مصر و تركيا و إيران وعصر التكتلات

السلام عليكم

[hide]
د. حسن حنفي - في عصر التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومجموعة الثماني، يقف الوطن العربي وحيداً مجزأً إلى أقطار ومهدداً بالتقسيم إلى دويلات طائفية، شيعية وسُنية، وإسلامية وقبطية، أو عرقية، عربية، كردية، بربرية، زنجية، ثم إشعال الحروب بينها حتى تتحول إلى فتات تابع للتكتلات الكبرى. وحاولت دول أخرى إقامة تكتلات مماثلة في أميركا اللاتينية، "النافتا"، وفي أفريقيا، "الاتحاد الإفريقي"، وفي الوطن العربي، الجامعة العربية، وفي العالم الإسلامي، منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي عالم النفط، منظمة "أوبك"، وفي جنوب شرق آسيا، "الآسيان"، وأخيراً مجموعة الدول الأفريقية الآسيوية الأربع والعشرين ومركزها إندونيسيا، وماليزيا، وإيران، وتركيا، ومصر، ونيجيريا لتنشيط دول مؤتمر باندونج وتحويله من مستوى الوجدان إلى مستوى الفعل بعد ما يزيد على نصف قرن.


ومع ذلك ظلت ضعيفة صورية خطابية. لا تستطيع الصمود أمام التكتلات الكبرى. وليس لها ثقل سياسي لأنها خالية من الثقل الاقتصادي الذي تستطيع به منافسة التكتلات الكبرى في السوق طبقاً لحرية المنافسة وفي عصر العولمة.

فهل تستطيع مصر والوطن العربي مع دول الجوار، كتركيا وإيران، تكوين تكتل سياسي اقتصادي يحميها من التجزئة والتفتت والتقسيم ويجعلها قادرة على الصمود أمام التكتلات الكبرى، وربما تكوين بؤرة لبداية قطب ثانٍ في أفريقيا وآسيا قادر على أن يواجه القطب الأول في عالم متعدد الأقطاب؟

إن التاريخ المشترك بين مصر وتركيا ظل أكثر من خمسة قرون منذ فتح سليم الأول مصر عام 1517. وظلت درة الخلافة العثمانية كما كانت الهند في عصر الاستعمار درة التاج البريطاني. وبسبب نظام السخرة ونظام الالتزام والتسلُّط التركي ومركزية الباب العالي، والنظام الملّي وقهر شعوب البلقان بدأ ضعف الخلافة العثمانية. ومع ذلك حاول محمد علي إحياءها من مصر بتأسيس دولة قوية جديدة أكثر استنارة من دولة الخلافة. وظلت العلاقة بين مصر وتركيا حتى القرن العشرين إبان حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار البريطاني في الحكم والمصاهرة.

وظلت نفس العلاقة المتينة بين مصر وإيران، أقوى دولتين في العالمين السُّني والشيعي. بينهما صلات رحم بين الأسرتين الحاكمتين، الشاه ومحمد علي، وأواصر صداقة بين الشعبين. جمعهما التراث الإسلامي خاصة الشعر والتصوف، الفردوسي والرومي، والخيام وإقبال. واستلهمت تأميم القناة في 1956 من تأميم مصدق النفط في 1954، وهروب الشاه بعد مغادرة ملك مصر والسودان البلاد. ثم بدأت القطيعة بين البلدين بعد انقلاب الثورة المصرية على نفسها وتحولها إلى ثورة مضادة. بل لقد تحالفت الثورة المضادة مع الولايات المتحدة في سياساتها الأمنية في الوطن العربي، وعقدها معاهدة صلح مع إسرائيل، وهي مازالت تحتل أراضي ثلاث دول عربية.

إن القومية العربية ليست أيديولوجية سياسية مُغلقة بل مفتوحة على دائرة أوسع هي العالم الإسلامي. والعروبة ليست بأبٍ أو أم أي مفهوماً عرقياً. إنما العروبة هي اللسان. فكل من تكلم العربية فهو عربي. وقديماً تمت التفرقة بين العرب العاربة والعرب المستعربة. وربما كل العرب خارج شبه الجزيرة العربية وصحراء الشام الامتداد الطبيعي لها، عرب مستعربة. فإعادة صياغة حدود القومية العربية بحيث تشمل دول الجوار غير العربية التي أخذت الإسلام دون اللسان تفترضه طبيعة التكتلات الكبرى الحالية، وتتجاوز بعض أوجه النقص في ممارسات النظم السياسية التي حكمت باسم القومية العربية في مصر وسوريا والعراق.

إن تكتلاً سياسياً اقتصادياً جديداً بين مصر وتركيا وإيران يضم أكثر من مائتي مليون نسمة في نفس حجم سكان أوروبا، وأميركا، واليابان. وتستطيع مصر أن تستدعي الوطن العربي معها، فهي بؤرته. والعالم الأفريقي معها فهي جزء منه. وتستطيع تركيا وإيران أن تجلبا معهما أواسط آسيا بما في ذلك باكستان وأفغانستان، وجنوب شرق آسيا، إندونيسيا وماليزيا. فيعاد إحياء حركة تضامن شعوب آسيا وأفريقيا من جديد، قلب باندونج بعد نصف قرن. الإمكانيات السكانية والصناعية بلا حدود. تعتمد على النفط والصناعات المدنية والعسكرية، والمنطقة الاستراتيجية والعمالة، السواعد والعقول، والأسواق، والاتصال البحري والبري، والإرث التاريخي المشترك، والثقافة الإسلامية الجامعة بين الشعوب. ومياه النيل ودجلة والفرات قادرة على جعل الزراعة مكتفية بذاتها بدلاً من الصراع حولها بين سوريا والعراق من ناحية وإيران من ناحية أخرى، وحول مياه النيل بين الدول المطلة على حوضه.

يستطيع هذا التكتل الجديد أن يحافظ على عروبة فلسطين، واستقلال دولة فلسطين، واسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما يستطيع تقديم كل وسائل العون والحماية لدول المنطقة، وتقليل التجاذب بين العرب وإيران، ومد الجسر الثقافي بين السُّنة والشيعة. وبالتالي ينتهي التناقض بين السُّنة والشيعة، بين العرب وإيران. كما تبتعد تركيا عن إسرائيل. وقد بدأ. وتستقل عن الولايات المتحدة الأميركية. وتبدع نموذجاً جديداً للتطور والتنمية بعد النموذج الغربي الذي اختارته الثورة الكمالية في ظروفها التاريخية الأولى أثناء ضعف الخلافة ونهايتها. كما تجد مصر عوناً جديداً لها بدلاً من الاعتماد الكلي على الغرب والولايات المتحدة في تنميتها وقضاياها الوطنية. كما يساعد التكتل الجديد على تحرير العراق واسترداد استقلاله ووحدة شعبه وأرضه، وعلى الدفاع عن سوريا ضد مخاطر التهديد الإسرائيلي الأميركي. بل يساعد على انصهار فرقاء النضال والخصوم السياسيين في إطار وطني واحد، في لبنان والمغرب العربي والسودان والصومال، ونزع فتيل التوتر وحماية الأمن القومي العربي من الإحساس بالخطر الإيراني النووي والمذهبي.

وليس فقط التاريخ المشترك على مدى آلاف السنين منذ ظهور الإسلام هو ما يجب أن يتأسس عليه هذا الالتقاء بل أيضاً الثقافة المشتركة التي توحِّد بين الشعوب. وكلاهما يوفران الحد الأدنى من التضامن بينها. لقد منعت تركيا مرور القوات الأميركية فوق أراضيها لغزو العراق من الشمال، واستعمال القاعدة الأميركية في أنجرليك لضرب العراق. والآن تبتعد تدريجياً عن إسرائيل، وعن التعاون معها في الصناعات العسكرية، وتأييد سياساتها الاستيطانية التوسعية. فقد وجدت تركيا في العرب البديل عن الغرب، وفي مصر البديل عن إسرائيل.
يستطيع هذا الثلاثي الجديد أن يحل باقي المشاكل العالقة بين تركيا والعرب مثل لواء الإسكندرونة على الحدود السورية- التركية، وقضية الأكراد على الحدود العراقية- التركية- الإيرانية، وقضية التقسيم العادل لمياه دجلة والفرات بين العراق وسوريا وتركيا في عصر تشتد فيه أزمة المياه، ويزداد فيه احتمال أن تكون الحرب القادمة في المنطقة ربما حرب مياه. كما يستطيع هذا التجمع الضغط على إيران لحل مشكلة الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، وإعادتها إلى الإمارات، بما يحقق حسن الجوار على ضفتي الخليج ويصفِّي النزاعات وبؤر التوتر التي تركها الاستعمار من أجل بث الفرقة بين الدول العربية والإسلامية.
وفي هذه الحالة لا تخاف المجتمعات من المد الإسلامي المعتدل إذ يصبح الإسلام أحد عناصر التعاون والترابط والحياة المشتركة. وينتهي الخوف من الخلاف السُّني- الشيعي أو المناطق الحدودية مثل عربستان، وحول تسمية الخليج "العربي" أو "الفارسي". فالإسلام تجمع حضاري وليس جغرافياً. كما يحل النزاع بين سوريا وتركيا حول "حزب العمال الكردستاني"، وبين مصر وإيران حول التوجهات السياسية من أجل عودة العلاقات بين البلدين بعد انقطاعها على مدى أكثر من ربع قرن وهو ما لا يحدث في العلاقات الدولية. كما ينتهي خوف إيران من ضربها من الولايات المتحدة الأميركية. وخوف الخليج من الخطر النووي والمذهبي الإيراني.
إن تحقيق إطار للتعاون بين مصر وتركيا وإيران يعيد التوازن إلى المنطقة. وهو الذي يحمي المنطقة من الصراع المذهبي والعرقي وإقامة تجمع سُني في آسيا وأفريقيا لمحاصرة المد الشيعي في العراق. وهو الذي يعيد المعركة إلى جبهتها الأصلية في فلسطين وحماية الأمة من الهيمنة الغربية الأميركية بدلاً من تغييب المعركة والانحراف بها إلى الداخل بين المذاهب والطوائف والأعراق.
وكما أن العصر هو عصر التكتلات الكبيرة فإنه أيضاً عصر الاستراتيجيات الكبرى التي يضعها الخيال السياسي ومسار الأمم في التاريخ. وجهات نظر

[/hide]

دمتم بود
سبحان الله وبحمده

فرفوشه

:: ضيف شرف ::

#2
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 

الانتقال السريع