Close Menu
الساعة الآن 11:05 AM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

الابحاث والكتب العلمية أبحاث الحاسب الآلي, وكل مايتعلق بالتكنولوجيا

إضافة رد

Naser

:: عضو هام ::

بحث عن الرياضيات والغزو الثقافي

[hide]الرياضيات والغزو الثقافي

آلان بيشوب هو مدرس في قسم التربية في جامعة كامبردج و نشر مقاله هذا في مجلة Race & Class,32(2)1990

و بودنا بكل سرور أن نعيد القارئ إلى أبحاث هذه المجلة الشيقة التي يرأس تحريرها الكاتب النشيط من أصل سيريلانكي أ.سيفاناندان A.Sivanandan مع إقبال أحمد. فهي جزء من تيار ثقافي واسع يهتم بشؤون ما يسمى بالعالم الثالث، و هو يبحث واقعة العلاقة بين المتروبول و المحيط المستعمر من منظور له صلة بالحركات التحررية اليسارية و لكنه يهتم أكثر منها بكثير بالأبعاد الثقافية لظاهرة الاستعمار و التي نلخصها بكلمة 'العنصرية' و لعل عنوان المجلة هو أفضل ما يدل على هذا الاتجاه 'عرق و طبقة'. و المجلة تصدر عن 'معهد العلاقات العرقية'-لندن The Institut of Rase Relations.

و كتاب النزعة التأصيلية يميلون عادة إلى التقليل من شأن الترجمة، بل هم على الأغلب يشككون بأغلب الترجمات على أنها شيء لا يفيد إلا الغزو الثقافي (و بالفعل فما أكثر أنواع الأدب الرخيص السفيه بل أنواع الأبحاث المتجلببة بثوب العلم من سيكولوجيا و سوسيولوجيا لا يفيد نقلها إلى لغتنا إلا تعزيزا لقيم هجينة و لعقد النقص إنها تعرقل كل نمو مستقبل حتى على المستوى الفكري الخالص).

و مع أمثال هذه الترجمة التي نسوقها الآن نأمل أن نثبت أن للتأصيلية أيضا ما تترجمه!

إذ التيار التأصيلي واحد من تيارات تسود العالم المستعبد (بفتح الباء) تركز على قيمة التنوع الثقافي الذي هو من شأنه أن يشكل المصلحة الحقيقية للإنسانية بأكملها إذ ما أكثر مفكري الغرب و أناسه العاديين ذوي الحس السليم الذين يصرخون الآن أن السيطرة القسرية لنمط ثقافي واحد على الكرة الأرضية تحمل في طياتها خطرا مميتا للجميع.

يبحث الكاتب في دور الرياضيات الغربية الجوهري كناقل و فارض لقيم الثقافة التي ارتبطت بها على أنحاء المعمورة المستعمرة (بفتح الميم) و هو يتحدى بهذا النظرة السائدة التي تعد الرياضيات شيئا محايدا لا علاقة له بالاختلافات الثقافية. و هو يحاول أن يذكر أولا بأن الشعوب قد أنتجت أفكارا رياضية كثيرة طمرت مع الثقافات التي أنتجتها تحت رماد بركان الاستعمار الغربي.

و هو ثانيا يحلل الطريقة التي تنقل فيها الرياضيات الغربية القيم الثقافية الغربية إلى المستعمرات و تفرضها عليها و هو أخيرا يشير إلى الجهود المعاصرة لتجاوز هذه الحالة (و هي الجهود التي تنسجم مع ما نسميه 'التأصيلية العربية').

قلت: صاحبنا يتحدى العقيدة السائدة عن الحياد الثقافي للرياضيات، فياليت شعري، ماذا كان عساه يقول إذا شاهد عندنا من ينكر الطابع الثقافي حتى لأمور انحيازها الثقافي أوضح بما لا يقاس مثل الشعر الحديث و المسرح و السينما و الرواية!

و بيشوب لا يناقش كما يناقشون عندنا في حقيقة وجود الغزو الثقافي فهذا بديهي (أنصح المنكرين عندنا بمراجعة أي نقاش استعماري في أي جلسة من جلسات مجلس العموم البريطاني في الحقبة الاستعمارية أو أي تقرير من تقارير المندوبين السامين. و ليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل!) و إنما هو يسعى لتحليل بعض الأشكال الخاصة البعيدة عن الأضواء لهذا الغزو.

لا تقوم التأصيلية على نزعة دفاعية، و هي بعيدة كل البعد عن أي نظرة متعصبة تفضل شعبا على شعب أو تجربة حضارية على تجربة أخرى و هي لا تنكر وحدة البشرية في جوهرها غير أنها تدافع عن الفكرة البسيطة القائلة أنه مع القهر و فرض الأفكار الخاصة على الآخرين لا يمكن تصور أي نوع من أنواع الوحدة الإنسانية.

و للوصول إلى هذه الوحدة، أي للوصول إلى درجة من الوعي نرى فيها ما هو مشترك بين البشر أي ما هو جوهري فيهم لا بد لنا قبل ذلك من المرور بمرحلة النظر النسبي: لن تستطيع أن تعرف ما هو مطلق حتى توسع نظرك إلى الظواهر و ترى تجلياتها المختلفة فلكي تعرف ما هو مشترك بين اللغات عليك أولا أن تخرج من نطاق لغتك الخاصة إلى اللغات الأخرى لتعرف بعدها ما هو الأمر الخاص بلغتك و بالتالي يمكن أن يتغير مع لغات أخرى و بالتالي هو نسبي و ليس مطلقا و ما هو المشترك بين اللغات كلها و هذا يعني أننا هنا وصلنا حقا إلى ما هو مشترك بين البشر. أما إذا عددت لغتك اللغة الوحيدة الموجودة أو اللغة الوحيدة المشروعة فأنت بصورة حتمية ستعد لغتك، هذه الحالة الخاصة، هي الوضع الكامل المطلق الوحيد، و إذا حاولت أن تدمر اللغات الأخرى منطلقا من هذا الاعتقاد أو هذا الادعاء فستكون النتيجة كارثة على الآخرين ثم عليك ثانيا. إذن القفز إلى ادعاء الوحدة و الإطلاقية دون المرور بمرحلة تفحص الأجزاء، المرحلة النسبية، لن يقود إلى الوحدة البشرية. إنه يقود إلى التسلط الأحادي العنصري و حسب.

لا بد لك أن تضع مؤقتا الثقافة المدروسة (في حالتنا: الغربية) بين قوسين- إذا جاز التعبير ثم تقوم بالنظر المتكامل إلى البنى الأخرى. ما جرى مع الحداثية العربية كان أمرا مختلفا فقد تبنت الثقافة الغربية بكل ما فيها و حكمت على الثقافة العربية حكما غيابيا بلا تبصر بأنها فاقدة للمشروعية و أنها حتمية الزوال (و الفكرة الحتمية تظهر موضوعية زائفة و تخفي تفضيلا مسبقا انحيازا لا أساس واقعيا و لا عمليا له).

قد يوجد منظرون سياسيون جيدون عند الحداثيين العرب وقد يوجد عندهم حتى مفكرون،لكن لا يوجد فيهم فيلسوف واحد.لا يكون فيلسوفا حقيقيا من لا سيتطيع أن يضع الظواهر بين قوسين و لايرفض الخضوع لاستبداد الواقع الظاهر.

منذ مطلع القرن العشرين وحداثيونا بمدارسهم المختلفة لا عمل لهم إلا النظر إلى الواقع الغربي نظرة العاشق والعاشق لا يكون فيلسوفا أبدا .

هذا المقال ليس سلسا كثيرا وفيه صعوبة لم أفلح حتى بعد إعادة صياغة الترجمة مرتين أن أزيلها ولكنه ،ولا أِشك في ذلك،جرعة ثقافية مركزة نافعة:إنه يبرهن أن 'ما كان في التاريخ البشري لم يكن أبدع ما في الإمكان' وأن الذي 'بقي' لم يكن بالضرورة'الأصلح' بل هو في أحسن الحالات مجرد 'إمكانية' من إمكانيات عديدة كان يمكن للتاريخ البشري أن يسير عليها.


[/hide]

Anwar

:: منسق إداري ::

#2
بارك الله فيك في ميزان اعمالك

تقبل مروري
سبحان الله وبحمده

Anwar

:: منسق إداري ::

#3
بارك الله فيك في ميزان اعمالك

تقبل مروري
سبحان الله وبحمده

rema

:: عضو متألق ::

#4
تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت

قاصد1

:: عضو نشيط ::

#5


zico nouv

:: عضو جديد ::

#6
merciiiiiiiiiiiiiiiii

ابو حسام الرازي

:: عضو جديد ::

#7
شكرااااااااااا
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع