Close Menu
الساعة الآن 01:45 PM

منتديات ياكويت.

للتسجيل إضغط هنا

الابحاث وتطوير الذات تاريخ, جغرافيا, علم اجتماع, سياسة, اقتصاد واعمال, علم نفس, قانون

إضافة رد

Anwar

:: منسق إداري ::

بحث عن التشيع السياسي قراءة في المفهوم

السلام عليكم

[hide]
إذا كان من الممكن أن نميز في الإسلام بين مستويات ثلاثة: شعبية، ورسمية، وسياسية؛ حيث إن الإسلام الشعبي هو ذلك المرتبط بآليات التدين التقليدي، والإسلام الرسمي هو الذي تعبر عنه المؤسسة الفقهية والتي تعمل غالبا لصالح السلطة، والإسلام السياسي المرتبط بنظرية الخلافة / الإمامة، فإن مفهوم "التشيع السياسي" يقع في تماس بالغ مع هذه المستويات الثلاثة.

ولكن ما المقصود بالتشيع السياسي؟ هل التشيع هنا يرتد إلى جذوره التاريخية واللغوية فيفيد الولاء والانتماء على المستويين الديني والسياسي؟ أم المقصود به النظرية السياسية في المذهب الشيعي والتي تتمحور حول مسألة "الإمامة"؟ أم يُعنى بالتشيع السياسي أن ثمة ارتحالا قائما ما بين النظرية السياسية الشيعية ونظيرتها السنية تكون فيه الغلبة المفاهيمية للأولى على الثانية؟

أم المقصود بالتشيع السياسي أخيرا "تمأسس" فقهاء الشيعة مثلما الحال بالنسبة لفقهاء السلطان في التراث السني؟ في اعتقادي أنه من أجل الوقوف على بنية هذا المفهوم الملتبس علينا أن نقوم بتفكيكه ثم نعيد صياغة موضوعه مرة أخرى وفق النتائج المترتبة على عملية التفكيك.

ومن أجل ذلك سنعمل على بيان الأوجه السابقة كلها، أي التشيع بمعنى الولاء، والتشيع السياسي في فكر الإمامية الاثني عشرية، وارتحال المفاهيم من هذا الفكر إلى النظرية السياسية السنية، وتمأسس فقهاء الشيعة في التجربة السياسية مقابل فقهاء السلطة في السياق السني وصولا إلى تحديد المعنى المقصود بالتشيع السياسي.

التشيع.. ولاء وانتماء

لم يكن التشيع في يوم من الأيام - ومنذ ولادته - محض اتجاه روحي، وإنما نما وترعرع في أحضان الإسلام السياسي، وذلك بوصفه أطروحة مواصلة الإمام علي (كرم الله وجهه) للقيادة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فكريا واجتماعيا وسياسيا على حد سواء، ولم يكن بالإمكان - بحكم الظروف التي لازمت نشأة التشيع - أن ينفصل الجانب الروحي عن الجانب السياسي تبعا لعدم انفصال أحدهما عن الآخر في الإسلام ذاته، فيما يقرر السيد "محمد باقر الصدر" في كتابه "نشأة التشيع والشيعة" والذي يذكر أنه لا يمكن للتشيع أن يتجزأ إلا إذا فقد معناه كأطروحة لحماية مستقبل الدعوة بعد النبي (صلى الله عليه وعلى آله)، هذا المستقبل الذي ظل بحاجة ماسة إلى المرجعية الفكرية والزعامة السياسية للتجربة الإسلامية معا.

كان الولاء لأهل البيت إذن تجسيدا فعليا لحركة التشيع وقد رافق هذا الولاء والانتماء مسيرة الحركة منذ بدايتها وحتى الآن؛ حيث تشكل على نطاق واسع للإمام علي (كرم الله وجهه) في صفوف المسلمين باعتباره الشخص الجدير بمواصلة دور الخلفاء الثلاثة في الحكم، وهذا الولاء هو الذي جاء به إلى السلطة عقيب مقتل الخليفة عثمان (رضي الله عنه)، وهو ما عبر عنه الإمام بقوله: "فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ينثالون من كل جانب... مجتمعين حولي كربيضة الغنم".

فما طبيعة هذا الولاء وماهيته؟ هل هو ولاء روحي محض أم ولاء سياسي ظل مرتهنا إلى الحقبة التصادمية التي عرفت آنذاك وفيما بعد بالفتنة الكبرى؟

تؤكد المرجعية الشيعية أن هذا الولاء لم يكن تشيعا روحيا ولا سياسيا، لأن التشيع يؤمن بعلي كبديل عن الخلفاء الثلاثة وخليفة مباشر للرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومن ثم فالولاء له كان أوسع نطاقا في صفوف المسلمين من التشيع الحقيقي الكامل، فالتشيع الروحي والسياسي وإن نما داخل إطار هذا الولاء، إلا أنه لا يمكن اعتباره مثالا على التشيع المجزأ، كما أن تمتع الإمام علي بولاء روحي وفكري من كبار الصحابة في عهد أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - من قبيل: سلمان، وأبي ذر، وعمار، وغيرهم، لا يعني أيضا أنه كان تشيعا روحيا منفصلا عن الجانب السياسي، بل يعد تعبيرا عن إيمان أولئك الصحابة بقيادة الإمام علي للدعوة بعد وفاة النبي فكريا وسياسيا؛ حيث انعكس إيمانهم بالجانب الفكري من هذه القيادة في الولاء الروحي، كما انعكس إيمانهم بالجانب السياسي منها في معارضتهم لخلافة أبي بكر وللاتجاه الذي أدى إلى صرف السلطة عن الإمام إلى غيره.

ولم تنشأ في الواقع، بحسب الفكر الشيعي، النظرة التجزيئية للتشيع الروحي بصورة منفصلة عن التشيع السياسي، ولم تولد في ذهن الإنسان الشيعي، إلا بعد أن استسلم إلى الواقع، وانطفأت جذوة التشيع في نفسه كصيغة محددة لمواصلة القيادة الإسلامية في بناء الأمة، وإنجاز عملية التغيير الكبيرة التي بدأها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، لتتحول إلى مجرد عقيدة يطوي الإنسان عليها قلبه، ويستمد منها سلوته وأمله؛ فكيف حدثت هذه النقلة؟ وما مدى مسئولية الفقهاء والسلطة معا فيما يتعلق بحدوثها؟

[/hide]

دمتم بود
سبحان الله وبحمده

فرفوشه

:: ضيف شرف ::

#2
إضافة رد


يشاهدون الموضوع : 1 ( عضو0 زائر 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع