عرض مشاركة واحدة

Anwar

:: منسق إداري ::

بحث عن لقمان الحكيم

السلام عليكم

[hide]
بحث بسيط عن لقمان الحكيم واتمنى انه يساعدكم وهو في صوره مقال وهذا المقال هو للمرحلة الجامعية للماده المشتركة عرب 110واتمنى انه يساعدكم بس الي يدرسهم الكتور صلاح مصلحي لايقدمونه لاني قدمته له,,,,,,,,
بسم الله الرحمن الرحيم

يكفي لقمان الحكيم فخرا أنّه الحكيم الوحيد الذي اختار الله مقطوعة من كلامه وأنزلها في القرآن الكريم .... عمق الإيمان و التفكير مؤهلات رائعة أهلت ذلك الحكيم لأن يكون النموذج الرائع للإنسان الحكيم الذي سجل أعظم مقطوعة من وصاياه للبشر وهو يناجي ولده ويمنحه عصارة فكره وحياتة في وصايا خلدها الله تعالى بخلود كتابه .

وليس هناك أصدق من حديث الأب لابنه في الصفاء والعمق.. إذ لا رياء في ذلك الوعظ إنما يجيء نابعاً عن صدق العقيدة وحب الأب الذي يبتغي لابنه الخيروالسعادة.

وقد تضمنت الوصية النهي عن الشرك، حقوق الوالدين، دقة الله في الحساب، اقامة الصلاة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الصبر على المصائب، النهي عن الاختيال والفخر، القصد في المشي وغض الصوت.

وقد تناولت وصايا لقمان أهم القضايا حساسية وتأثيراً في سلوك الفرد والمجتمع.. ذلك هو (النهي عن الشرك). وقد وصفه الحكيم بأنه (ظلم عظيم) والظلم هنا انواع منها ظلم الله تعالى، فهو انتقاص من حقه كمدبر للكون وخالق للكائنات، والانتقاص من قدرته وعدم الاعتراف بها ظلم لله وتجرؤ عليه. ثم إنه ظلم للنفس، ذلك لأن المشرك يجلب لنفسه الهلاك فيعيش دنياه معذبا قلقاً في صراع مستمر بين الله و الشرك وفي الآخرة تكون النار مصيره وبذلك يحرم نفسه السعادة الأبدية ويعرضها للشقاء، وظلم النفس يتبعه عادة ظلم الناس، فالذي يتسبب في شقاء وتعاسة نفسه لا يستبعد أن يتسبب في تعاسة وشقاء الآخرين. إن الشرك يعمل على هدم الامه والفرد يهدم صغيرها وكبيرها.

وبعد هذه الوصية يخبرنا الله عن حقوق الوالدين بطريقة رائعة جدا وقد صور الله تعالى ذلك بأجمل صورة حينما عرض صورة الأم وهي تحمل جنينها تسع شهور ضعفاً على ضعف لا تمل ولا تكل وإنما ترى في ذلك سعادة لها وكأنما تجد في الضعف قوة، وفي الألم لذة... لا تعييها آلام الشهور التسع ولا ساعات المخاض القاسية ولا سهر الليالي الطويلة ولا الجهد والتعب حتى الفطام بعد عامين كاملين وحتى يشب الطفل... وما الذي يتطلب من الأبناء بعد ذاك العناء؟ إنه الشكر، أقل مراتب الوفاء.. ولكن لمن الشكر أولا؟ للمنعم الأول، الله تعالى.. فالشكر له أولاً وللوالدين ثانياً .

يتابع لقمان الحكيم نصائحه وعظاته لأبنه فيعطي صورة دقيقة رائعة لدقة الحساب من قبل الله تعالى ويصورها بشكل يأخذ بالألباب ويحير العقول فيا لها من دقة متناهية لا يستطيع أن يفر منها كائن وإن صغر ولا مخلوق وإن كبر.. تلك الذرة الصغيرة التي قد لا يخطر وجودها على ذهن بشر قد تكون محشورة بدقة في صخرة كبيرة نائية وفي منطقة مهجورة، أو تكون سابحة في تلك الأكوان الشاسعة والمجرات الهائلة والأجرام العديدة، أو ربما تكون مختبئة في بقعة صغيرة من هذه الأرض الواسعة بصحاريها وبحارها وسهولها ووديانها.. تلك الذرة الصغيرة يأتي بها الله فلا تغيب عن علمه ولا تستطيع تجاوز قدرته.. وإنما هي بضألتها حيثما تكون فالله تعالى بها عليم وعليها رقيب.. يا الله! تلك الحبة لا تستطيع الفرار من رقابة الله تعالى فما بال البشر!؟.. هذا الإنسان الذي يثبت وجوده بشتى الطرق ويعلن عن هويته وكيانه حيثما كان، هذا الإنسان أيستطيع الفرار من رقابة الله تعالى أو أن يتصرف بعيداً عن مشيئة وقدرته؟ أيحسب أنّه يعمل ما يشاء ويلفظ ما يقول بعيداً عن أية رقابة؟ محال.. ثم يعقب بأن الله تعالى كثير اللطف بعباده بصير بهم وبذنوبهم الكبيرة منها والصغيرة.

وينتقل الحكيم إلى وصية عظيمة ألا وهي إقامة الصلاة والحرص على أدائها، فالصلاة ركن من أركان الدين بل هي عماده. فهذه العبادة أولى بالمؤمن أن يحافظ عليها ويحرص على أدائها. فالصلاة أهم مقومات الدين، ولذا حث لقمان الحكيم ولده على اقامتها والحفاظ عليها كي يتسم سلوكه الشخصي بالاستقامة والاعتدال والصلة بالله تعالى والتمييز بين الحق والباطل..

إن الإنسان المسلم فرد في مجتمع عليه أن يتفاعل معه فيؤثر فيه بمقدار ما يستطيع وبمقدار إيمانه وعمق وعيه يكون ذلك التأثير، والمسلم في المجتمع الفاسد عليه أن يتحلى بالمزايا الصفات الحميدة التي تؤهله لقيادة الآخرين والتاثير فيهم وتكوين مجمتع مسلم يسلك سلوك الفضيلة والأخلاق الحميدة التي هي من صلب الدين، فلا عجب في أن يوجه لقمان الحكيم ولده إلى تلك الصفات التي من أولها الأمر بالمعروف فما تزال الأمة بخير مادام فيها من يأمر بالمعروف والخير والصلاح كي تستقيم النفوس المنحرفة وتهتدي القلوب الضالة.. والآمر بالمعروف أكثر الناس محاسبة لنفسه ومراقبة لعمله، فهو إذ يأمر الآخرين بالصدق أولى به ان يكون صادقاً وإلا فسوف ينصرف الآخرون عنه.

ويقابل الأمر بالمعروف واجب النهي عن المنكر وهو مكمل للشطر الأول من عمل الداعية إلى الله تعالى، فالذي يأمر بالصدق ينهى عن الكذب فهما إذن واجبان يكمل أحدهما الآخر.. فقوة المؤمن تكمن في مدى قدرته على النهي عن المنكر.. فمتى ما وجد الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر تضاءل الفساد وانتشر الصلاح والهدى والآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر لابد وأن يتعرضوا لمشاق الدعوة ووقوف الناس في وجوهم ومعارضتهم بشتى الطرق وانزال العقوبات الجسمية والنفسية بهم وهذا شأن المسلمين في كل عصر.. ومن هنا يعلو صوت الحق على لسان لقمان الحكيم: (واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور)، والصبر أنواع، صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على المصيبة لذا كان من عزم الأمور، والمصائب التي تعترض طريق الإنسان في حياته عديدة.. فبعد المصيبة في الدين المصيبة في المال والولد والأعزاء، وكل تلك المصائب لا تواجه إلا بالصبر.

ثم إن للمؤمن خلقاً يتصف به (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً) والتعبير بالتصعير أروع عبارة جاءت في وصف الذي يشبه الجمل المصاب بداء لوى العنق.. وماذا يجني المتكبر المختال من كبريائه وخيلائه غير المقت والازدراء والبعد من الآخرين. والمؤمن أولى الناس بالتواضع وخفض الجانب وحسن الخلق.. فقيادة الناس لا تعني التعالي عليهم بل التحبب إليهم بطيب الخلق وحسن المعاشرة.. والمشي في الأرض مرحاً نقيض التواضع وهو المشيء في تخايل وعدم مبالاة بالآخرين وهذا خلق يمقته الله تعالى ويدل على سوء نفسية صاحبه لذلك (إنه الله لا يحب كل مختال فخور).. وحينما نهى لقمان عن تلك المشية المرحة فقد أوصى بالمشية المعتدلة القاصدة والمشية القاصدة (واقصد في مشيك) والقصد هنا من عدم الاسراف، فللإنسان طاقات عليه ان يستغلها في اتزان واعتدال انما تتوجه إلى هدف نبيل سام بانطلاقة وبساطة وبلا تبختر وكذلك القصد والاعتدال في كل أمور الحياة.

ويصل لقمان الحكيم إلى آخر وصاياه فيختمها بحث إبنه على غض الصوت وإخفاته.. (واغضض من صوتك).. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حسن الخلق والأدب الجم والاطمئنان والثقة بالنفس.. ومن الذي يرفع صوته ويزعق ويصرخ إلا من فقد الثقة بالنفس والمقدرة على التاثير في الآخرين أو صاحب العادة السيئة التي عليه أن يغيرها. والقرآن الكريم يصور لنا ذاك الفعل بصورة مضحكة منفرة فيقرن الصوت المرتفع بصوت منكر قبيح يعيفة الذوق وتعافه النفس ألا وهو صوت الحمير فيؤكد بوضوح لا لبس فيه (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) فأي إنسان يروق له بعد هذا التشبيه أن يرفع صوته.

وهكذا نجد أن وصية لقمان الحكيم لم تكن لابنه فحسب وإنما هي لكل إنسان ولكل مؤمن بالذات، فالوصية بدأت بالحث على التوحيد لتنتهي بالتوجيه الكامل للمسلم الموحد في الاتصاف بالصفات الكبيرة والصغيرة الأساسية. ومن يتصف بتلك الصفات يشرح الله صدره ويجد في تلك المزايا والخلال انطلاقته في الحياة ليمتلئ حيوية ونشاطاً وتدفقاً وصدقاً. ونعتبر من وصية لقمان الحكيم كي تكون لنا نبراساً يضيء لنا المسالك والطرق.. رحم الله لقمان وجعلنا ممن يأخذ بوصاياه ويعمل بها و ليتنا نعتبر وصية لقمان الحكيم لابنه هي وصية من جميع الآباء لأبنائهم فنأخذها.. نستضيء بنبراسها . نطبقها كوصية غالية صادرة من نبع الحنان والشفقة والترقب بالأمل لإصلاح النية والذرية ويالها من وصية ساطعة كسطوع الشمس التي تملأ الأرض ومن عليها بالضياء والدفء .

[/hide]

دمتم بود
سبحان الله وبحمده