عرض مشاركة واحدة

فرفوشه

:: ضيف شرف ::

#2
زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد

عُـرفت زبيدة بنت جعفر بمواقفها الرصينة , ومكانتها المرموقة , والاثار التي تركتها في بلاد الحرمين.

ولدت عام 145هجرية. وتزوجت من هارون الرشيد في يوم مشهود, نثرت فيه الجواهر واللالىء الثمينة على الناس.
وقد وصفها ابن تغري بردي قائلا: أعظم نساء عصرها ديناً وأصلا وجمالاً وصيانة ومعروفاً.
وقد ذكر ابن جبير في طريق رحلته الى مكة الاثار وعين الماء المروفة باسمها فقال: وهذه المصانع والبرك والابار والمنازل التي من بغداد الى مكة هي ءاثار زبيدة ابنة جعفر.

وكانت زبيدة أثناء حجها قد رات ما يعانيه الحجاج من نقص المياه ,لهذا أمرت بحفر نهر جار يتصل بمساقط مياه المطر, وبذلت الكثير من أموالها وجواهرها . وبعد أن درس أمهر المهندسين المشروع, قرروا أنه يحتاج لأموال عظيمة لإنشاء هذه العين, فكان جوابها: اعمل ولو كلفتك ضربة الفاس ديناراً.
وبلغ طول هذه العين عشرة أميال.

توفيت زبيدة ببغداد سنة 216هجرية وظل الناس يتذكرون سيدة عظيمة

خدمت سبل الحج بتأمين المياه وأنفقت أموالها في سبيل ذلك.

النوّار بنتُ مالك النجارية الأنصارية


أمّ الفرضي وجامع القرءان


كلما استرجعنا حادثة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة تحضر
في الذاكرة هؤلاء القوم الذين فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم لاستقبال النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم




فتسابقوا فيما بينهم على البذل والعطاء وحُسن الكرم والضيافة وتنافسوا في ميادين الفضائل ابتغاء وجه الله ومرضاته والفوز بسعادة الدارين ، مصدقين بما جاء في نبيهم صلى الله عليه
وسلم فكان في عزّ ومنعة بينهم مع قومه وأهل بلده.




وصحابية اليوم واحدة ممن اجتمعت فيها العديد من صفات
البرّ والصلاح والزهد والعبادة وامتازت بكرم وسخاء،
ومشت في درب السعداء وهي من هؤلاء القوم الذين
نصروا نبيهم صلى الله عليه وسلم

وفضائل هذه الصحابية الجليلة كثيرة، تكرر ذكرها في
كتب السيرة والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة..
فهي من الأنصار الذين نصروا الله وما استكانوا ولا خافوا
ولا وهنوا.

ونساء الأنصار أخلصن لله الواحد القهار، ففاحت عطور فضائلهن وعبقت في ديار الإسلام.


من هي النــوّار؟

أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني ترجمتها في كتاب
"الإصابة" فقال: " النّوار بنت مالك بن صِرْمَة بن مالك
بن عديّ بن النجار الأنصارية، من بني عدي بن غنم
بن النجار"

قال ابن سعد:" أمها سلمى بنت عامر بن مالك بن
عدي وهي والدة زيد بن ثابت الصحابي المشهور،
وأخيه يزيد.


روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وروت عنها أم
سعد بنت أسعد بن زرارة ، وتزوجها بعد ثابت عَمارَة
ابن حزم فولدت له مالكا".



ترجم لها الأثير الجزري رحمه الله في "أسد الغابة
في معرفة الصحابة" بقوله :" النوّار بنت مالك ابن
صرمَة من بني عدي بن النجار، وهي أم زيد بن
ثابت الأنصاري الفقيه الفَرضي(العالم بالفرائض أي
علم الميراث) كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم".

عن النوّار بن مالك أم يزيد بن ثابت قالت: رأيت على
الكعبة قبل أن ألد زيد بن ثابت، وأنا به نَسُوء( تعني حامل) مطارف خزّ خضرًا وصفرًا وكرارًا وأكسية من نسج
الأعراب وشقاقًا من شعر.

عن النوّار أم زيد بن ثابت قالت، كان بيتي أطول بيت
حول المسجد فكان بلال يؤذن فوقه من أول ما أذن إلى
أن بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده.


ولمن لم يطّلع على أحداث يوم بُعــاث الذي قتل فيه زوج
النوّار الأول ثابت بن الضحاك الخزرجي نقول: إن هذا الإسم
هو لموضع بالقرب من المدينة المنورة جرت به حروب
ومناوشات بين ابناء قبيلتيّ الأوس والخزرج وهما من
قبائل اليمن المهاجرة بعد خراب سد مأرب.
فقبيلة الأوس تحالفت مع يهود بني النضير وبني قريظة على المؤازرة والتناصر، فلمّا سمع بذلك الخزرج جمعوا صفوفهم
وحشدوا رجالهم وراسلوا حلفاءهم من سائر قبائل العرب
كبني اشجع وجهينة, وراسلت الأوس حلفاءها من مُزينة ،
ومكثوا اربعين يومًا يتجهزون للحرب.
والتقى الفريقان في بُـعاث وهي من محالّ بني قريظة،
وكان زعيم الاوس يومئذ خضير الكتائب بن سماك والد
الصحابي الجليل أسيد بن خضير، وعلى الخزرج عمرو
بن النعمان البياضي، وتخلّف عبد الله بن أبيّ ابن سلول
فيمن تبعه عن الخزرج وتخلف بنو حارثة ابن الحارث عن
الأوس.
فلما التقوا اقتتلوا قتالا شديدًا فقتل سيد الأوس وسيد
الخزرج ، وانهزمت الخزرج وصاروا تحت سيوف الأوس
المنتصرين فصاح صائح: يا معشر الأوس أحسنوا ولا
تهلكوا إخوانكم، فجوارهم خير من جوار الثعالب (اليهود)
فانتهوا عنهم ، ولم يسلبوهم، وإنما قام بالسلب والنهب
حلفاء الاوس بنو النضير وقريظة.
وفي يوم بُعـــاث يقول الشاعر الجاهلي المعروف قيس
بن الخطيم:
ويوم بُعاث أسلمتنا سيوفنا = إلى نسب من جذم
غسان ثاقب


ثم بعد وفاة زوج النوّار في يوم بُعاث تزوجت هذه السيدة
الفاضلة من عمار بن حزم بن زيد من بني النجار، فهو
ايضًا أنصاري رضي الله عنه ، كان أحد الرجال السبعين
ليلة العقبة، شهِد بدرًا وأحدًا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ويوم فتح مكة كان يحمل راية بني النجار،
وظل يجاهد في سبيل الله فشهد مع خالد بن الوليد
رضي الله عنه قتال أهل الردة وقُتل يوم اليمامة شهيدًا
في السنة الثانية عشرة للهجرة.

أمّ جامع القرءان


كانت النوّار من النساء الصالحات اللواتي وهبهنّ الله
حافظة جيدة، ولسانًا فصيحًا كانت تُقبل على ءايات
الوحي فتحفظها عن ظهر قلب ثم تلقنها لولدها ثابت،
الذي أسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة عند قدوم
النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم مهاجرًا إلى المدينة ،
وقد منّ الله على ولد النوّار هذا، فأصبح بعد حين شيخ القُرّاء والفَرَضيين وأحد كتبة الوحي وجامعًا لسور القرءان
ومفتي المدينة رضي الله عنه.


وكان يجيد لغة اليهود تحدُثًا وكتابة بعد أن أمره رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يتعلم خط اليهود ليقرأ للنبي
كتبهم ورسائلهم وقال له صلى الله عليه وسلم :" فإني لا ءامنهم"

فتعلم كلام اليهود حتى أتقنه وتقول بعض الروايات أنه
حذق اللغة في أيام قليلة، ربما بلغت نصف شهر.

كان زيد بن ثابت من أصغر كتاب الوحي، كان يسمع
القرءان عذبًا طريًا مشافهة من فم النبي صلى الله
عليه وسلم وقد ولاه رسول الله الفرائض اي المواريث
بعد أن وصفه صلى الله عليه وسلم بقوله:" أفرضُ
أمتي زيد بن ثابت".

وفي هذا الأمر نبّه محمد بن علي الرحبي أرجوزة
" الرحبية" إلى فضل زيد حيث قال:
وإن زيدًا خُصّ لا محالة
بما حَباه خاتم الرسالة

من قوله في فضله مُنبّها
أفرضكم زيد وناهيك بها

ومما تروي كتب السيرة أن أول هدية أهديت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عندما نزل ضيفًا على أبي أيوب الأنصاري كانت قصعة النوّار أم زيد بن ثابت ، فيها خبز مثرود
بسمن ولبن ، بعد ذلك جاءت قصعة سعد بن عبادة وفيها
ثريد وعَرقُ لحم، وجعل بنو النجار يحملون الطعام كل يوم
إلى بيت ابي أيوب بالتناوب فما كانت من ليلة إلا وعلى
باب النبي يقف الثلاثة يحملون الطعام، ولكن فضل السّبق
في هذا نالته النوّار رضي الله عنها وأرضاها.


بلال يؤذن عندها

لما كانت دار النوّار أطول دار حول مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان سيدنا بلال مؤذن الرسول
يصعد أعلى دارها، لينادي للصلاة، وقد شرفها الله بهذا
الفضل العظيم، فكان بيتها أول منارة للإسلام في
المدينة يُذكر فيها الله بالنّداء للصلاة..

فهنيئًا للنوار هذا الشرف العظيم الذي حباها الله به.
وكانت النوّار رضي الله عنها إلى جانب حبها ووعيها لحفظ
القرءان شغوفة ً بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، فقد
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث
وكذلك روت عن أمهات المؤمنين ، وكانت صاحبة همة
عالية، وهبت حياتها لله فأكرمها الله في نفسها وفي
ولدها بعد أن علمته وربته أحسن تربية

فكانت مكرّمة هي وولدها عند النبي صلى الله عليه وسلم
وعند الخلفاء الراشدين من بعده، خصوصًا الصّديق الذي
كلّف زيدًا بجمع القرءان فتحرى الصدق والأمانة في
جمعه من صدور الرجال مشافهة ومن سعف النخيل
فأدى المهمة كما يحب الله ويرضى.

وهذا القرءان الذي بأيدينا جمعه هذا الصحابي الجليل رضي
الله عنه.
أما عن وفاة النوّار رضي الله عنها فتروي كتب التراجم
أنها توفيت وصلى عليها ابنها زيد رضي الله عنها وجزاها
كل خير عن ولدها وعن أمة الإسلام ، فلولا حرصها
على تربية ابنها وتنشئته على الهدي النبوي ما كانت
لتتحمل كل هذه المشقات ولا تحلت بهذا الصبر ،
ولكنها في النهاية رأت ثمرة غرسها الصالح في ولدها،
فهو زينة من رجالات الأمة المحمدية , وماتت وهي ترجو
سعادة الآخرة ولقاء نبيها الأعظم صلى الله عليه وسلم.


رحلت النــوّار بعد حياة مباركة قضتها كما أمرها خالقها، فأدّت
ما عليها لأجل نُصرة دين الله في نفسها وولدها رضي الله
عنها وأرضاها وأسكنها في أعلى عليين بصحبة النبي
صلى الله عليه وسلم والصالحين وحسن أولئك رفيقا.


وقبل أن ننهي هذه القصة نذكر في الخاتمة أنه في السنة الخامسة والأربعين من الهجرة النبوية المباركة توفي
زيد بن ثابت رضي الله عنه فرثاه حسان بن ثابت رضي
الله عنه قائلا:
فمن للقوافي بعد حسّـان وابنــه ~~ ومــن للمثانـي
بعد زيــد بن ثابــت

والحمد لله رب العالمين أولا وءاخرًا

عمّات الرسول صلى الله عليه وسلم

عمات النبي السّت هن ام حكيم ، عاتكة ، برة ،
اميمة ، صفية واروى .وهن بنات عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأم حكيم هي عمته التوأم لأبيه عبد الله وكانت تعرف بالبيضاء .
أما صفية وهي أصغرهن فهي توأم حمزة وقد عاشت عشرين عاماً بعد الهجرة .
وقصة اسلام اروى بنت عبد المطلب ان ولدها "
طليب بن عمير " أسلم في بيت الأرقم بن ابي الأرقم ، فدخل على امه اروى يوماً فقال : اتبعت محمداً يا
اماه واسلمت لله عز وجل ، فأجابته : يا ولدي إنه
أحق من ءازرت وعضدت ابن خالك ... والله لو كنا
على ما يقدر الرجال لمنعناه وذببنا عنه .
أما " اميمة " فهي والدة " زينب بنت جحش" ام
المؤمنين وهي والدة " حمنة " زوجة " مصعب بن
عمير " الذي قتل في سبيل الله في أحد .
أما "عاتكة " فهي والدة زهير بن ابي أميّة بن المغيرة الذي أسلم بعد الفتح .
أما " برة" بنت عبد المطلب وهي التي قدمت
للإسلام بطلين عظيمين هما ابو سبرة بن درهم
الذي حضر بدراً وأُحداً مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وأبو سلمة الصحابي المشهور .

وأما " صفية " فقد كان لها مكانة خاصة في قلب
النبي وكانت على جانب كبير من الشجاعة ، وهي
التي قتلت اليهودي الذي كان يطوف ببيت حسان
حين اجتمعت فيه نساء المسلمين .
وهي أيضاً والدة الزبير بن العوام حواري رسول الله
صلى الله عليه وسلم .

أم المؤمنين سَودةُ رضي الله عنها


سَودةُ بنتُ زَمعَة بنِ قيسٍ وأُمّها الشَّمُوسُ بنتِ قَيس بنِ زَيد بنِ عَمرو مِن بني النّجّار .
وتَزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدَ الهجرَةِ، وقيلَ في شَوال قَبل مُهاجَرِه إلى المدينةِ بَعدَ وفاةِ خَديجة
وكانَت تحتَ السّكران بنِ عَمرو فأسلَم وتوفّي عَنها.
وتُوفّيَت في خِلافة مُعاويةَ سنةَ أَربعٍ وخمسِين بالمدينة .
وقيلَ إنّه تَزوّج عائشةَ قَبلَ سَودة والصّحيحُ أنّه تَزوّجَها في شوّالٍ إلا أنّه لم يَدخُل بعائشةَ إلا بعدَ سنتينِ أو ثلاثٍ .
وقال ابن حجر في الإصابة :
خُطِبَت عليه سَودةُ بِنتُ زَمعَة وعائشةُ فتزوّجَهُما فبَنى بسَودَة بمكةَ، وعائشَةُ يومَئذٍ بنتُ ستِّ سِنينَ حتى بَنى بها بعدَ ذلكَ.

رضي الله عن أمهات المؤمنين

(حارسة القرءان)
حفصة بنت عمر

حفصة بنت عمر بن الخطاب أخوها عبد الله بن عمر لأبيها ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام بخمس سنين تزوجت خنيس بن حذافة السهمي أسلم وهاجر إلى الحبشة الهجرتين وهاجرت حفصة معه إلى المدينة فشهدا بدرا وخرج يوم أحد فأصابته جراحة فمات. ولما رأى عمر أن ابنته تأيمت لقي عثمان بن عفان فعرضها عليه فقال عثمان: مالي في النساء حاجة.

فلقي عمر رضي الله عنه أبا بكر الصديق فعرضها عليه فسكت. فغضب عمر ووجد على أبي بكر. وانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان بن عفان، وكشف عما كان من أبي بكر بن أبي قحافة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هو خير من حفصة.
ثم خطب رسول الله حفصة فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب فقال له: لا تجد علي في نفسك فإن رسول الله كان ذكر حفصة فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لتزوجتها.

وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزواج النبي على حفصة سنة ثلاث من الهجرة.

وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة، وقت حادثة التظاهر، ثم راجعها بأمر جبريل عليه السلام له بذلك، وقال: (
إنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة) .

ثم عادت إلى الأمن والسكينة والاطمئنان بعد أن عفا رسول صلى الله عليه وسلم عنها، وعندما مات الرسول الكريم وخلفه أبو بكر الصديق، كانت حفصة هي التي اختيرت من أمهات المؤمنين جميعا لتحفظ أول مصحف خطي للقرءان الكريم .

أقامت أم المؤمنين حفصة عاكفة على العبادة قوامة صوامة حتى ماتت في عهد معاوية بن أبي سفيان، فصلى عليها مروان بن الحكم وهو يومئذ عامل المدينة وتبعها مروان إلى البقيع حتى فرغ دفنها مع أمهات المؤمنين.

صـاحبة الهمه العالية .. والمحبـة الراقية .. والشوقِ المتزايد :
مـعاذه بنت عبد الله العدوية


من عابدات البصرة أحببن طاعة الله،
وتشوقن إلى لقائه كانت - رحمها الله -
عابدة زاهدة،. وعالمة متفقهة .

كانت إذا جاء النهار قالت: هذا يومي الذي أموت فيه، فما تنام..

حتى إذا جاء الليل قالت: هذه ليلتي التي أموت فيها فلا تنام حتى تصبح.

وإذا جاء البرد لبست ثيابا رقاقا حتى يمنعها البرد من النوم .

وكانت تحيي ليلتها بالصلاة، فإذا غلبها
النوم قامت فجالت في الدار وتقول:

يـانفس أمامك .. لو قدمت أطالت رقدتك
في القبر على حسره...

ثم لا تزال تدور الصباح تخاف الموت على
غفلة ونوم.. فكانت تصلي في اليوم
والليلة ستمائة ركعة وتقول:

عجبت لعين تنام وقد عرفت طول الرقاد
في ظُلَم القبور

وعن امرأة أرضعتها معاذة قالت: قالت لي معاذة:

يابنيه كوني من لقاء الله تعالى على حذر ورجاء، فإني رأيت الراجي محفوفا بحسن الزلفى لديه يوم يلقاه .. ورأيت الخائف له مؤملا له زمان يوم يقوم الناس لرب العاملين ثم بكت..

وكان زوجها كذلك طائعا ، حتى قال أبو السوار العدوي ذات يوم:

بنو عدي أشد أهل هذه البلدة اجتهاداً،
ففي ذات يوم قاتل ابنها غزاة حتى قتل،
فاجتمعت النساء عند معاذة العدوية لكي
يخففن عنها، ويشاطرنها الحزن .

فقالت لهن :

(مرحبا، إن كنتن جئتن تهنئنني فمرحباً
بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن. )


تقول أم الأسود بنت زيد، وكانت معاذة قد أرضعتها : قالت معاذة لما قتل أبو الصهباء (زوجها) :

و الله يابنيه ..ما محبتي للبقاء في الدنيا للذيذ عيش .. ولا لروح نسيم ..
ولكن والله أحب البقاء لأتقرب إلى ربي عز وجل بالوسائل ..لعله يجمع بيني وبين

أبو الصهباء و ولده في الجنه ...

وقالت : صحبت الدنيا سبعين سنه ..
ما رأيت فيها قرة عين قط..!!

رحم الله معاذة العدوية.

وروت معاذة عن عائشة أم المؤمنين وأم عمرو بنت عبد الله بن الزبير وهشام ابن عامر..

وروى عنها أبو قلابة وقتادة ويزيد الرشك وغيرهم وروى لها الجماعة، وذكرها ابن
حبان فى الثقات..

وتوفيت رحمها الله سنة 101هـ