قصه هـيـثـم و الـحـلـوى
هـيـثـم و الـحـلـوى
السارق . السرقة . اللص . عاقبة السرقة هيثــم والحلـــوى الكاتب: إيمان علي .. كتبتــــــــــها .. * حمـــــــــــــــــــــامة الجــــــــــــــــنة * {}{ هيــــــــــــثم والحلـــــــوى }{} عاد الوالد من عمله ، وكان أولاده الثلاثة ( محمد وحسام وهيثم ) ينتظرون عودته كل يوم بفارغ الصبر ، لأنه اعتاد أن يجلب لهم أشياء لذيذة ! وما إن دخل الوالد إلى المنزل حتى قفز ثلاثتهم بفرح وهم ينظرون ليدي والدهم الذي وضع ثلاث قطع من الحلوى على الطاولة. ثم قال لهم مشجعاً : ( الذي سينتهي من مذاكرة دروسه أولا ، يحصل على قطعة من هذه الحلوى. ) فقال هيثم وهو أصغرهم : ( ولكننا كلنا سنأكل الحلوى . ) ضحك والده وهو يشير إلى الحلوى : ( المجتهد منكم سيختار القطعة التي يفضّلها . ) فرح الأولاد بذلك ، وبدأوا بمذاكرة دروسهم بمنتهى النشاط ، إلا أن هيثم أحس بالملل ، وظن أنه لن يقدر على منافسة أخويه ، فتسلل إلى حيث ترك والده قطع الحلوى ، وقال لنفسه : ( إن عرف أبي أنني التهمتها فسأقول له بأنني انتهيت من مذاكرة دروسي ، لن يخطر بباله أنني أكذب ! والآن .. أيها أختار ؟) وقف هيثم طويلاً أمام قطع الحلوى لا يدري أيها يأخذ ، لكنه مدّ يده أخيراً والتهم واحدة بسرعة ، فأحس برغبة شديدة في الحصول على الثانية ، وهكذا حتى أجهز على القطع الثلاثة ! ثم خرج ليلعب ، وكأنه لم يفعل شيئاً ! وعندما عاد إلى البيت وجد أباه غاضباً ، بينما خيبة الأمل تبدو جلية على وجه أخويه . سأله أبوه بحدّة : ( أنت من أكل الحلوى يا هيثم ؟ ) فأجابه هيثم بدون تردد : ( أكلت قطعة واحدة بعد أن انتهيت من مذاكرة دروسي يا أبي . ) ثم التفت إلى أخويه : ( ربما فعلها محمد ، وربما حسام . ) نظر إليه والده ملياً ، ثم قال وهو يشير إلى صندوق كان يحتفظ به دائماً في إحدى زوايا الغرفة : ( أترى ذلك الصندوق يا هيثم ؟ ) نظر هيثم إلى الصندوق مستغرباً ، فأكمل والده بأسف : ( إنه مليء بالحلوى التي جلبتها لكم ! ولكني سأحرمكم منها ، أتعرفون لماذا ؟ لأن واحداً منكم رضي أن يكون لصاً ، وكاذباً ! وحتى أكتشف هذا اللص سأحرمكم جميعاً منها ! ) محمد وحسام شعرا بالظلم ، بينما لم يأبه هيثم للأمر ! الكل أوى إلى فراشه ، والعتمة تملأ البيت ، خطوات وئيدة على الأرض ، وابتسامة ماكرة تطل من بين شفتي هيثم وهو يقترب من الصندوق . أمسك هيثم بغطاء الصندوق ، رفعه بإحدى يديه ، وانقض بالأخرى على الحلوى داخل الصندوق . رفع هيثم يده بسرعة وهو يصرخ فزعاً ، فانتشر النور في كل المنزل ، واندفع الجميع نحوه بقلق عدا والده الذي كان يقف خلف الباب طوال الوقت . نظر هيثم إلى يده ، فوجدها قد تلوّنت باللون الأسود ، ثم نظر إلى داخل الصندوق فوجد وعاءاً مملوءاً بسائل أسود ! التفت إلى والده فلم يتمالك نفسه ، وانخرط بالبكاء ! بينما ينظر إليه والده مؤنباً ، وعيون إخوته تنظر إليه بلوم : ( أنت من سرق الحلوى ! ) شعر هيثم بالندم ، فها هو يقف أمام والده وبين إخوته كلص ! بكى بحرقة ، واعتذر لهم جميعاً ، لكنهم تركوه وحده في الغرفة ، وعاد كل منهم إلى فراشه ، بينما ظل هيثم ينظر إلى يده السوداء بألم ! ومنذ ذلك الحين يا صغيري وهيثم لا يسرق ! ولا يكذب ! ما رأيك يا صغيري ويا صغيرتي أن نفكر معاً بقول الله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله ) ( 38 المائدة ) م.ن |
|
الساعة الآن 09:38 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Enterprises Ltd